دبلوماسية من الطراز الرفيع،  لها خبرة واسعة في السلك الدبلوماسي، فقد تنقلت في مناصب كثيرة من باريس الى البرتغال الى الفاتيكان والاونيسكو .. عينها على خدمة المملكة الأردنية الهاشمية وعين اخرى على الاغتراب الأردني، لذا قامت بجولات عديدة في أكثرية الولايات المتحدة الاميركية للاطلاع على شؤون وشجون الجالية الأردنية. مجلة واذاعة الليبانون تايمز كان لها الشرف ان تقابل سعادة السفيرة وتجري معها هذا اللقاء في مقر شركة رجل الأعمال الأردني أحمد الياسين.

سعادة السفيرة هذا شرف لنا ان نقابلك ونجري هذا اللقاء ..

  • السؤال الأول: من هي السفيرة دينا قعوار، متى دخلت السلك الدبلوماسي واين خدمت قبل توليها منصب سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية في الولايات المتحدة الأميركية كي نعرف القارئ على شخصكم الكريم؟

أشكركم على هذا اللقاء، في الحقيقة بدأت عملي الدبلوماسي كتعيين سياسي عام 2001 وهذا يعود الى تشجيع من جلالة الملك في تعيين سيدات في السلك الدبلوماسي، وفي هذه الفترة تم تعيين سيدة قبلي وبعد اشهر قليلة تم تعييني . بدأت عملي الدبلوماسي في باريس كسفيرة لمدة 12 سنة، ثم سفيرة غير مقيمة في البرتغال والفاتيكان والاونيسكو، الى أن طلب مني ان اتولى منصب سفيرة في نيويورك لمقعد المملكة  في مجلس الأمن، كنت أزاول عملي وأمثل وطني من خلال فريق مجلس الأمن مدة سنة ونصف، وكان قد توالى هذه الخدمة قبلاً الأمير زيد لمدة 7 أشهر فقط .. وبعد مرور هذه الفترة، إنتقلت الى واشنطن اي منذ سنة ونصف لتولي منصب سفيرة في خدمة المملكة الاردنية الهاشمية.

  • سعادة السفيرة هل تعتقدين بأن المرأة تنجح في الدبلوماسية أكثر من الرجل؟

أنا لا أعتقد بأن السيدة أفضل وأنجح من الرجل او العكس ..ولكن عدد السيدات في الحقل الدبلوماسي قليل جداً. والعالم يضم سيدات نجحن في السياسة ورجال ايضا نجحوا بامتياز. ولكن السيدة لديها طريقة دبلوماسية تختلف عن الرجل، كونها سيدة باستطاعتها ان توصل رسائل بأقل حدة في الندوات او في الحوار او في المحادثات. المرأة قوية ولها طريقتها في تقديم الموضوع والدفاع عن موقفها، وانا لم أجد الفرق، المهم ان يبقى من يتعاطى الدبلوماسية على اطلاع بكل الامور التي تخدم مصالح وطنه.

  • علمنا من مصادرنا الخاصة بأنك تعملين ليلاً نهاراً للإستفادة نهاراً من توقيت أميركا وليلاً من توقيت الأردن حيث يكون توقيت الأردن نهاراً .. متى تنامين؟

(..وتضحك السفيرة) رأسي يبقى يعمل ليلاً نهاراً  وأحياناً أضطر يوم الأحد ان أضع الهاتف النقال في الاقامة الجبرية في درج المكتب واقفل عليه كي أستريح ولو لبضع ساعات من التواصل والاتصال .. ولكن مشكلتي بأنني أحب العلاقات العامة، وأعشق الإختلاط مع الناس وأحيانا تراني في نهاية الاسبوع في أيام العطلة أحضر العمل للاسبوع القادم . فأنا دائما أشجع زملائي على إقامة العلاقات العامة والاندماج مع الجالية الأردنية والجاليات الأخرى خاصة مع المجتمع الأميركي..

  • سعادة السفيرة هل السياسة لها قلب؟ أم السياسة مصالح؟

أعتقد بأن السياسة يجب أن تلتحم ما بين المصلحة والقلب والعقل.. تصوروا مثلا الذي يجري في الشرق لا أحد يرف له قلبه. وضعنا في الشرق الأوسط والمشاكل التي نمر بها في هذه المرحلة الصعبة “الله يعينا ويعين الشعب ويعين الناس”. لذلك أقول بأن السياسة هي لعبة توازن ما بين مصلحة بلدك ومصلحة الغير،على أن يكون القاسم المشترك بيهما هو العقل والقلب، كي تأتي السياسة والدبلوماسية كاملة وناجحة.

سعادة السفيرة خلال وجودك في هيوستن قابلت عمدة هيوستن الماير سيلفستر تورنر ما هو هدف هذا اللقاء؟

كان لقاء ودي ودارالحديث عن كيفية تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين وعن مشاريع مستقبلية، كما سألت عمدة هيوستن عن الجالية الأردنية وأكدت له محبة الأردنيين لهذه البلاد فهم أردنيين وأميركيين ايضاً.

سعادة السفيرة هل المغترب الأردني يعود الى وطنه أم انصهر في المجتمع الاميركي؟

بصراحة أقوم بزيارات مكثفة  للتعرف الى الجالية ومن خلال لقاءاتي معهم، لمست محبة الأردنيين لوطنهم .. قلبهم ينبض بحب الأردن وأقوى مما كنت أتصور فهم يعيشون الحنين .. والعتب .. والزعل .. والشوق .. وأحياناً دموعهم تسبقهم ..فهم في حالة إشتياق دائم لوطنهم، وأنا اليوم بينهم أشجعهم لاقامة جسر تواصل مع السفارة التي تحمل نسمة أردنية فهي منهم ولهم.

أما من ناحية العودة، أعتقد بأن الجيل الثاني والثالث انصهر في المجتمع الاميركي وهذا ليس بأمر خطير بالعكس المهم ان تبقى الصلة بينهم وبين الاردن .. وان يستثمروا فيه فهو سيبقى وطن الاباء والأجداد وطن الكرامة.

  • سعادة السفيرة ماذا تطلبين من الجالية الأردنية في الولايات المتحدة الأميركية وخاصة في هيوستن؟

أريد أن أوجه لهم كلمات من القلب: الجالية الأردنية هي نسيج أردني حتى ولو كانوا في الغرب، نحن نقول لهم أن يكونوا سنداً لنا ويساعدونننا بكل الطرق، وان ينخرطوا في المجتمع الأميركي وان يكون لهم دور هام سياسي او اجتماعي او اقتصادي كي يبقى لهم وجود  وكلمة وصوت لانها هي الطريقة الوحيدة كي يصبح للاغتراب الأردني صوتا لدى المحافل الاميركية عندها تستطيع ان تخدم وتساعد بلدك.

الكلمة الاخيرة

أفتخر بالجالية الأردنية، بل أفتخر بكل الجاليات العربية لأنني رأيت ولمست النجاحات التي حققتها تلك الجالية فهناك طاقات عربية تستحق كل احترام وتقدير ونتمنى ان تنعكس هذه النجاحات على جميع الدول العربية. كما أشكر مجلة واذاعة الليبانون تايمز في هيوستن على هذه المقابلة

077IMG_2283IMG_2290