القصة ابتدأت من كتاب صدر في القرن الرابع عشر للمؤلف “جون هيلدشايم” قال فيه ان “بالتازار وملكور وغاسبار” كانوا من الهند وبلاد فارس والكلدان (حالياً ايران والعراق) بدؤا رحلتهم بشكل منفصل واجتمعوا في اورشليم، ومن ثم تابعوا مسيرتهم معا نحو بيت لحم للبحث عن ملك الملوك الطفل الذي سيولد. وبعد ان شاهدوه في المغارة وقدموا له الهدايا وسجدوا له عادوا معا الى الهند حيث شيدوا كنيسة هناك وفي احدى الليالي وهم في نوم عميق شاهدوا رؤيا كشفت لهم حياتهم على الأرض بأنها على وشك الإنتهاء. فقد ماتوا الثلاثة في ان معا ودفنوا في كنيستهم في الهند .وبعد مئتي سنة سافرت القديسة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين الى الهند واستعادت جثامينهم حسب ما أوضح “جون هيلدشايم” ووضعتها في نعش مزين بشكل رائع في كنيسة القديسة “صوفيا الكبرى” في القسطنطينية. وفي أواخر القرن السادس نقل الامبراطور موريس الجثامين الى مدينة ميلانو الايطالية .بقيت عظام “بالتازار وملكور وغاسبار” هناك حتى القرن الثاني عشر عندما تمردت مدينة ميلانو على حاكم الامبراطورية الرومانية الالمانية “فديركو الاول بارباروسا” ونظرا الى ان فديريكو احتاج للمساعدة في وجه اهل ميلانو لجأ الى رئيس اساقفة كولونيا الذي استعاد ميلانو للامبراطور .وفي سبيل التعبير عن امتنانه “وأمام ابتهالات رئيس الاساقفة الشديدة” نقل الامبراطور الجثامين (الذخائر) الى رئيس الاساقفة الذي نقلها سنة 1164 الى كولونيا حيث بنيت كاتدرائية لايواء الجثامين وحاليا العظام متواجدة في هذه الكاتدرائية القوطية في مذخر ذهبي رائع

ملاحظة : رقاد اجساد المجوس الذين زاروا الطفل يسوع في كاتدرائية قوطية في احدى الدول الاوروبية وبالتحديد في بلدة كولونيا في المانيا

القصة لم تنتهي بعد. ففي سنة 1864 فتح المذخر (اي المدفن) واكتشفت عظام ثلاثة رجال، والمثير للاهتمام فالجماجم الثلاث تعود لرجل شاب واخر في منتصف العمر وثالث مسن. ويضيف الكاتب والمؤلف “جون هيلدشايم” عن أصول الملوك المجوس الثلاثة وهم  يتحدرون من أماكن مختلفة وان لديهم اسماء مختلفة ، ولا توجد اي قصة او اسطورة مثيرة للجدل كقصة الملوك المجوس. فإن جميع المسيحيين القدامى في باكستان والصين واثيوبيا وبلاد فارس واسيا الوسطى يؤكدون انهم يتحدرون منهم .وحتى الان لا يوجد اثبات علمي يفسر هوية الملوك المجوس وكل ما يقوله انجيل متى: هو انهم اتوا من المشرق .ولكن بعض الباحثين وبعض المؤلفات التي صدرت تشير بأنهم يهود من اليمن، والبعض الاخر يعتقد بأن المجوس جاؤا من شبه الجزيرة العربية .والآن السؤال يبقى هل يحتوي النعش الذهبي في كاتدرائية “كولونيا” على عظام الملوك المجوس الثلاثة؟ فالدراسات العلمية تؤكد وتربطنا بالقرن السادس ويبقى الايمان بالمطلق! فملوك المجوس الثلاثة تخلوا عن كل شيء للمضي في رحلة طويلة ومضنية للقاء الطفل يسوع، بل لرؤية ملك الملوك وعرشه المحبة وشعاره أحبوا أعدائكم .. وباركوا لاعينيكم