وجاء الملاك ليبشر العذراء مريم بولادة المخلص فإرتعبت وقالت لتكن مشيئته

اليوم نزل الشعب الى الشارع  ليبشر الجميع  بولادة وطن.. نزل الصغير قبل الكبير والعجوز قبل الشاب والأم قبل اولادها صارخين .. اليوم ولد  لنا وطن

قبل الفين عام ولد الطفل فسجد له ملوك المجوس، وقدموا له البخور والذهب والمر.. وبعد الفين سنة سرق المسؤولين في لبنان البخور والذهب وكل ما إرتفع سعره وخف وزنه وتركوا لنا المر.. ولكن  إستفاق الشعب وصرخ.. لقد ولد لنا وطن

وقبل الفين سنة وعندما علم  هيرودوس  بولادة المخلص ملك الملوك أمر جنوده بقتل جميع أطفال اورشليم.. وبعد الفين سنة ولد وطن يدعى لبنان وهيرودوس أمام المحاسبة والمسائلة والمحاكمة، فاليوم ولد لنا وطن

وقبل الفين سنة إغترب الطفل يسوع الى مصر، وبعد الفين سنة إتضح للشعب بأن جميع المسؤولين هم مغتربون عن الوطن، والشعب يصرخ في الشوارع ويعلن عن.. ولادة وطن

وقبل الفين سنة دخل السيد المسيح الى الهيكل وطرد اللصوص بالكرباج.. واليوم بعد الفين سنة الشعب يطرد لصوص الوطن والهيكل معلنا.. ولادة وطن

يوسف النجار علّم السيد المسيح النجارة، ولكنهما لم يصنعا كراسي خشية من جلوس الطامعين لانه لا يوجد عرش الا في السماء.. واليوم بعد الفين سنة الشعب يهدم ويحطم العروش والكراسي لأنه.. ولد لنا وطن

قبل الفين سنة قطع رأس يوحنا المعمدان الذي كان يقف بوجه الحاكم الظالم ، وبعد الفين سنة رؤوس  ورموز كثيرة ستنتهي لأن الشعب استيقظ صارخاً.. ولد لنا وطن

قبل الفين سنة أقام السيد المسيح المخلع والأموات من القبور، واليوم بعد الفين سنة قام لبنان من بين أيادي الذين كانوا يعملون على إغتياله صارخاً لبنان لا يموت بل ولد لبنان من جديدً

قبل الفين سنة صرخ السيد المسيح “ما لقيصر لقيصر وما للله للله”، وبعد الفين سنة سرقوا مال قيصر وتاجروا بالله.. ولكن الشعب إستفاق مهرولاً نحو الشارع بين الأحياء والبيوت قارعاً المنازل صارخاً.. ولد لنا وطن

قبل الفين سنة ولد لنا المخلص ليقول لنا أحبوا بعضكم بعضاً.. وبعد الفين سنة نسينا البغض والتفرقة والشرذمة والطائفية ونزل الشعب كله الى الشارع بمحبة، فكل منطقة كانت تنادي بالحب والمحبة للمنطقة الثانية فالشمال أرسل محبته للجنوب، والبقاع أرسل محبته لبيروت.. فقد احبوا بعضهم البعض   فالشيخ وضع الصليب على رقبته والكاهن وضع العمامة على راسه ..لأنه ولد لنا وطن

قبل الفين سنة ولد الطفل يسوع ليعلم الجميع بأن ملك الملوك ولد في مغارة وعلى مزود من القش ولم تقم له الولائم والأعراس بالملايين والملايين، وبعد الفين سنة الشعب ينام في العراء وتحت المطر من أجل ان يولد له وطن

وفي الألفية الثالثة ونحن في شهر ديسمبر الشهر الذي يولد فيه المخلص الطفل يسوع في مغارة في بيت لحم نصرخ قائلين: يا رب مع ولادة الطفل يسوع إجعل ولادة لبنان مباركة من أجل شعب أعطى الحضارة والثقافة للعالم، وأعطى الأحرف الأبجدية لجميع الشعوب.. أنقذ لبنان وأنت الذي ذكرته أكثر من تسعين مرة في العهد القديم والجديد

اهلا بك ايها الطفل يسوع فنحن هذه السنة نحتفل بولادتين بدل الواحدة  فليكن مجيئك خلاص للبشر وللعالم