الغلاف يحمل صورة أب جعل من جسده درعا بل تعرى أمام عاصفة الأمطار ليحمي ابنه .. وعذره ان لا تسقط نقطة ماء على ابنه.. لا يهم اذا تعرض الأب الى نزلة صدرية او الى التهاب رئوي .. المهم ان يحمي ابنه ولو على حساب صحته.. هذا هو الأب ..وتكريما لعيد الأب الذي يصادف في 19 يونيو من كل سنة نرفع غلاف المجلة باسمه ونقول  صرت مثلك أب يا بيه …فما ان رزقني الله بمولود وما ان حملت ابني في المستشفي لأول مرة سقطت دمعتي لانني أصبحت أباً مثلك يا أبي .. لأنني في هذه اللحظة التي حملت ابني ابتدأت الفرحة والدمعة  ترافقني مدى العمر كما رافقتك  .. اليوم أدركت يا أبي لماذا كانت الوالدة تدعوك جسر المنزل.. ا ليوم أدركت يا أبي لماذا كانوا يتحدثون عن أكتاف الوالد  اليوم أدركت لماذا يطلقون عليك في أميركا لقب

My Father my Rock.

حقيقة يا أبي أنت كالصخرة وعلى هذه الصخرة تبنى العائلة.. وعلى هذه الصخرة نرمي أتعابنا، همومنا، شوؤننا، أحزاننا وأفراحنا ولم لا، فأنت الصخرة يا أبي. وأنت الوحيد الذي لا يحسد ابنه على نجاحه.. فالأم تحب من كل قلبها.. أما أنت يا أبي فتحب بكل قوتك،  فقد سألني أحدهم ما هو أجمل عطر لديك؟ قلت : رائحة أبي في ملابسي بعد أن أضمه. حقيقة يا أبي حبك أقوى من الزلزال لذا وتكريما لعيد الآباء ننشر هذه القصة بعنوان:

وعد الأب أقوى من الزلزال

ضرب زلزال مدمر الولايات المتحدة الأميركية عام 1989 وعلى الرغم من انه لم يستغرق سوى 4 دقائق فقط الا انه تسبب في تدمير العديد من المباني والمنازل وأودى بحياة ما يقارب 30 الف شخص بالاضافة الى الاف المصابين. وبعد مرور هذه الدقائق المخيفة ركض أحد الآباء الى المدرسة الابتدائية التي يدرس بها ابنه الذي يدعى ” أرمان” حتى ينقذه ولكن عندما وصل الأب وجد ان المبنى انهار بالكامل. تطلع الأب المسكين الى اكوام الاتربة والحجارة وتذكر وعداً قد قدمه لإبنه وإنه مهما حدث فسيجده بجانبه في كل وقت، ودفعه هذا الوعد الى ان يقترب من مكان غرفة صف إبنه وبدأ يرفع الانقاض محاولا إيجاد إبنه وإنقاذه. في هذه اللحظة وصل أباء آخرون واخذوا يبكون من أجل أبنائهم وقالوا له، ان الوقت قد تأخر كثيراً وانه لا فائدة من المحاولة لأن الجميع بالتأكيد قد مات تحت الأنقاض، وحتى رجال الانقاذ قد حاولوا ان يجعلوه يستسلم،اما هو فقد استمر بالحفر وحيداً .. مضت 8 ساعات ثم 16 ساعة ثم 36 ساعة حتى تجرحت وتقرحت يداه ورجلاه وعلاه الغبار والتراب وانهكت قواه، ولكنه أصر على الاستمرار ولم يفارق المكان . وبعد 38 ساعة من المعاناة رفع الأب حجرا كبيراً يؤدي الى فراغ كبير بين الانقاض واذا به يسمع صوت ابنه ناداه.. أرمان .. أرمان .. أرمان.. فأجابه صوت يرتجف: أنا هنا يا أبي أرجوك أنقذني ..اختلطت دموع الفرح بالصوت المتهدج للأب المحب الذي أتم وعده رغم كل شيء فقد صرخ الولد ارمان بهذه الكلمات: أبي أخيرا جئت .. لقد كنت أنتظرك .. وأنا متأكد انك سوف تأتي .. لأنك وعدتني انه مهما حدث لي سأجدك دائما بجانبي .. وقد أخبرت زملائي أثناء الزلزال انه طالما أنت حي فسوف تأتي وتنقذني وتنقذهم..هم أيضاً. وأخيرا يا أبتي الذي في السماء، احفظ جميع الآباء على الارض .. وكل عيد وجميع الآباء بخير.