تخيلوا أن هناك مئات الكاميرات تراقبكم من السماء الآن وتتابع تحركاتكم، تراقب كل حي وشارع في مدينتكم في نفس اللحظة وعلى مدار الساعة
إنها درون أرغيوس العملاقة
إحدى أبرز تقنيات المراقبة في القرن الحادي والعشرين، تعال معنا لنتعرف على قصة جديدة من عالم غريب.. إنها طائرة تدعى “أرغيوس اي اس”. مجهزة بمئات الكاميرات وتمتلك مواصفات تجعلها من أكثر تقنيات المراقبة رعباً حتى إسمها مأخوذ من الأسطورة اليونانية القديمة العملاق “أرغيوس” ذو المئة عين
هذه الطائرة بإمكانها ملاحقة اي شئ يتحرك في مساحة تتراوح بين 40 الى 100 كيلومتر مربع تحتوي على 4 عدسات و368 كاميرا كل منها بجودة 5 ميغابيكسل فيما تصل دقة الصورة التي تلتقطها الى 1.8 ميغابيكسل
ببساطة تخيلوا ان 368 هاتفاً محمولاً تصوركم من السماء وبنفس اللحظة
أرغيوس شكلت لحظة الإعلان عنها عام 2013 ثورة في عالم صناعة الطائرات المسيرة حتى أن هناك أسراراً لم تكشف عنها لغاية اليوم
أرغيوس معروفة بضخامة حجمها وثقل وزنها.. لكن ماذا تعرف عن أصغر “درون” وتستخدم لأغراض أمنية، دعونا نخبركم عن الدبور الأسود
هذه الدرون تستخدمها عدة جيوش حول العالم لفهم ساحة المعركة عبر جمع المعلومات وتوفير المراقبة لحظة بلحظة وإجراء الإستطلاعات قبل او خلال تنفيذ عملية عسكرية معينة، ميزتها اللافتة إنها تكاد ان تكون غير مرئية أثناء التحليق وهو ما يمنع اصطيادها من قبل الطرف الآخر، يمكن للدبور الأسود الطيران في الليل والنهار بسرعة تصل الى 18 كيلومتر في الساعة، وبإمكانها التحليق لمدة 25 دقيقة متواصلة، طولها لا يتعدى 12 سنيمتراً ووزنها 18 غراما وتحمل 3 كاميرات
على هيكلها الصغير جداً بينها كاميرا حرارية فيما تصل تكلفة صناعتها الى 40 الف دولار
الإنتشار الواسع لطائرات المراقبة المسيرة قد يدفعكم للسؤال كيف يمكن إسقاط “درون” معادية، وزارة الدفاع الأميركية كشفت حديثاً عن نظام دفاعي جديد قادر على إسقاط نحو 66 طائرة مسيرة في آن واحد. هذا النظام يدعى “ليونيداس” تقنية عمليه تركز على إنشاء مجال قوة كهرومغناطيسية لا يمكن لأي جهاز الكتروني المرور خلاله من دون ان يصاب بأذى
أرغيوس والدبور الأسود ما هما الا مثالان بسيطان من عالم يشهد تطوراً متسارعاً في صناعة الطائرات المسيرة وعلى الجانب الآخر تماماً تظل الحكومات تبحث عن سبل مختلفة في التعامل مع خطر إستخدام “درون” في المناطق المدنية والعسكرية او في مكان يهدد أمنها