قلت له : لماذا لا تعود الى وطنك الأم في الشرق الاوسط ؟

قال : حقائبي جاهزة في مرآب السيارة وبطاقة السفر بيدي كل سنة اجددها ولا ينقصني الا حمل حقائبي للتوجه الى وطني في الشرق لأستقر فيه .. فأنا انتظر ان ينهي اردوغان انقلابه على الانقلاب .. وان ينتهي الصراع السعودي الايراني  وان ينتصر التحالف الدولي على الارهاب .. وان تنتصر روسيا في سوريا .. وان يعود الجيش الصيني من سوريا الى الصين …

وتتراجع الاحزاب التي تحارب في سوريا الى وطنها  وان يبدأ الحوار بين السلطة والمعارضة .. وان يتم انتخاب رئيس جمهورية في لبنان .. وعودة النازحين الى اوطانهم .. وان ينتهي الصراع في العراق بين السني والشيعي، كما انني انتظر غسل القلوب بين مصر وتركيا، وبين مصر والسعودية، وبين السعودية واليمن، وبين البحرين وايران، وبين الامارات وبعض الدول العربية .. وبين جامعة الدول العربية وصفوف الحضانة في بعض الدول العربية .. وبانتظار عودة فلسطين .. وبانتظار الانتخابات الاميركية بين الحزبي الديمقراطي والجمهوري .. وبانتظار داعش التوقف عن ارسال الابرياء الى الآخرة وترك العالم ليعيش بسلام . واخيرا انا بانتظار ترسيم الحدود لمعرفة مزارع شبعا لمن لسوريا ؟ ام للبنان ؟ ام لاسرائيل ؟.

عندها سأحمل حقائبي واتوجه فورا الى مطار “جورج بوش في هيوستن” مباشرة الى وطني العربي في الشرق لأستقر فيه .

قلت : متى تركت وطنك العربي؟

قال : منذ ثلاثين سنة، اي منذ ان كان عمري عشرين سنة واليوم انا في الخمسين .. ولم ازل هنا في الغربة منتظرا حل تلك المشاكل العربية لأعود الى وطني .. وكل يوم استمع واراقب الاخبار العربية ربما تحمل لي الاخبار السارة لأعود كالابن الشاطر .

قلت : هل اشتريت لآخرتك مدفناً في هيوستن ؟ انصحك بذلك قبل ان ترتفع اسعار المدافن فنحن منذ خمسين سنة نسمع اغنية “اعطونا السلام” ومنذ خمسين سنة ونحن نسمع اغنية “الغضب الساطع آت” ومنذ خمسين سنة

نسمع اغنية “اعطونا السلام” ومنذ خمسين سنة ونحن نسمع اغنية “الغضب الساطع آت” ومنذ خمسين سنة ونحن نسمع اغنية “عائدون”.. ومنذ طفولتي وانا في المدرسة اقرأ عن التضامن والوحدة بين الدول وبين الاشقاء .. وعندما كبرت وجدت بأنهم يعملون على تفريقنا ونحن كبار !!.

يا صديقي، ثلاثون سنة وانت جالس امام حقائبك منتظرا حلولاً لهذا الشرق التعيس لتعود الى وطنك .. بصراحة “حلو التفاؤل” !! ولكن ليس الى حد الجنون .

يا صديقي المطلوب منك اذا لم تعد الى وطنك على الأقل اعتمد وطنك كمركز سياحي لتقوية اقتصاده فبدلا من ان تقضي اسبوعين في اوروبا توجه الى وطنك وامضِ به اجازتك .. والمطلوب منك ايضا يا صديقي ان تساعد اهلك واقرباءك في الوطن لأن كل الاوطان العربية في ازمة اقتصادية .. وليس المطلوب منك ان تنتظر الحلول !! والا سترحل من هذه الدنيا قبل رحيل ازمات الشرق .. وفي نفسك شيئ من حتى !