اليكِ أيتها الفتاة اللبنانية أنحني إحتراماً.. فأنت الحدث  وأنت الخبر.. في الإنتفاضة اللبنانية  .. لم أتصور يوما بأن الفتاة اللبنانية تتخلى عن أحمر الشفاه.. وتتخلى عن تزيين الشعر.. وتتخلى عن أدوات التجميل.. لتكون في الصفوف الأولية في الإنتفاضة بل تكون درعاً للثوار وتتحمل الضرب بالهروات وباللكمات وبشد الشعر والضرب على الوجه وكسر الأنف .. أيتها الفتاة اللبنانية أنحني إحتراماً للمرة الثانية أمام صمودك.. بالأمس كان همك الوحيد تصغير الأنف  وقلب الشفتين.. والجلوس عند طبيب التجميل من أجل البوتوكس ومن أجل وضع غمازتين على الخدين  .. اليوم أنت تقودين الإنتفاضة بل اصبحت المثل الأعلى للشباب اللبناني، لكل منتفض، لكل ثائر تقفين بوجه العصي.. تقفين بوجه الشتائم.. تقفين بوجه الكلمات النابية.. وأنت الجامعية التي تدرس المحاماة او الطب او الصيدلة.. نعم تخليت عن كل شيء عن الجمال.. عن الأنوثة.. عن أدوات التجميل.. وأصبحت عرضة للتشويه من جراء الضرب.. حتى إنك تخليت عن الشهادة الجامعية ومتابعة الدروس من أجل الوطن فقط ..! في بداية الثورة.. قالوا ان الثورة أنثى، ضحكت في قرارة نفسي لأنني كنت أرى بأن الثورة بحاجة الى  عضلات مفتولة.. وأجسام قوية.. ومنكبين.. ويد تضرب من حديد … كم كنت مخطئاً لأنني تناسيت بأن أقوى يد في العالم لا تستطيع ان تعصر الحرير بيدها.. وأقوى قوة بالعالم لا تستطيع ان تحارب قطرة ندى

أيتها الفتاة اللبنانية أعترف لك وأشهد بعد مواقفك البطولية بأن الثورة في لبنان أنثى.. أنثى.. أنثى..