د. مصطفى علوش النائب السابق والمنسق العام لتيار المستقبل في الشمال يستحق عن جدارة أن يطلق عليه لقب “السياسي الذي يحب الحياة بدون تصنع”، فهو طبيعي في تصرفاته، يغني طرباً.. يشارك بالرقص .. يعشق الشعر والأدب .. يكره الرسميات والبروتوكول  فهو طبيعي غير اصطناعي في تصرفاته. في طرابلس يزاول رياضة الجيدو مع الشباب على حلبة المصارعة ويشرف على تدريبهم.. طبيب يداوي الانسان المحتاج مجاناً، انه بكل فخر أرزة لبنانية تدعى الدكتور مصطفى علوش ومجلة االليبانون تايمز التي تستضيفه للمرة الثانية على صفحاتها ترحب به ثانية .. وثالثةً وعاشراً لأنه سياسي رفع الانسان الى رتبة الوطن . وفي مكاتب المجلة وبوجود كل من : مهى بركة، ريم الوالي ،محمد شبقلو،وبيار دانيال كانت هذه المقابلة

أولا: اسمح لنا د. مصطفى علوش أن نرحب بك عبر صفحات الليبانون تايمز، فأنت نسمة لبنانية حاملة معها الوطن

د مصطفى: في البداية دعوني أشكر وأرحب بالجالية اللبنانية، وخصوصاً بالليبانون تايمز وأقول: اذا أراد أحد أن يتعلم الوطنية عليه زيارة مكاتب الليبانون تايمز، فأنا فخور بهذه المجلة التي أصبحت من معالم هيوستن. شكراً د. مصطفى هذا وسام نزرعه على صدورنا . السؤال الأول ما هو سبب زيارتك الى هيوستن ؟

لقد منحت شرف تمثيل ثورة الأرز وتيار المستقبل عام 2006 ومنذ ذلك الزمن ونحن نتواصل مع الجالية من خلال النشاطات والفعاليات لاحياء روح ثورة الأرز، التي وحدت اللبنانيين حول رؤية واحدة لبلدهم، نحو محبة واحدة، والندم على أشياء قديمة كالاقتتال الطائفي المخزي . ولأول مرة كان اللبنانيون يحلمون ويحققون الديمقراطية الخالية من الوصاية ومن النفوذ القاهر التي كانت تمارسه مجموعات غريبة .اليوم نحن في مرحلة جديدة، فعلى اللبناني أن يفهم اللبناني الآخر لدرجة التسامح هذه هي بداية الطريق .. ثانياً القبول بالآخر .. أمّا الدرجة الثالثة فهي تفهم الآخر ومشاركته هواجسه، كي نبني وطناً بدلاً من أن يكون وطن للرعايا والطوائف والقبائل والعشائر والزعامات  اذن زيارتي الاغترابية تصب في هذا الاتجاه لاحياء فكر 14 اذار واشعال شمعة الأمل في نفوس المغتربين بأن لبنان عائد الى منارة الشرق

د.مصطفى اذا أردنا أن نطلق عنوان على المرحلة التي يمر بها لبنان ما هو العنوان الذي تختاره؟

في الحقيقة أطلق عنوان للمرحلة الحالية هو:”الصمود والانتظار” صمود من خلال تأمين استمرار المؤسسات الدستورية، والديمقراطية والمحافظة على الكيان، فهذا الأمر يحتاج الى كثير من التضحيات، لذا اتهمنا البعض بالتراجع، وتقديم التنازلات،وذلك لمجرد القبول بأي شئ من أجل المحافظة على الكيان وعدم التفريط فيه . وهذا تجسد بانتخاب رئيس للجمهورية، رغم أن بعض السياسين غير متفقين معه على كل الأمور، ولكن وضع الشرق الأوسط القاتم على مستوى الدول العربية يضغط على الوضع اللبناني بشكل صعب وقاسي  لذلك نعيش مرحلة “الصمود والانتظار”، وترقب التسويات في المنطقة لتغيير ما .. مع سعينا الدائم ليكون لبنان وطناً تعددياً، لأنني كمسلم أعتبر نفسي استفدت من الحضور المسيحي، من خلال قدرتي على الحصول على الحضارة التعددية في قبول الآخر للوصول الى الحضارة الغربية، وأيضا التفاعل بشكل جدي مع حضارة ورؤية الشرق

اليوم لبنان يمر بمرحلة صعبة ودقيقة وبحاجة الى دعم الجالية بعدة طرق وخاصة بمساعدة أهلهم في لبنان

هل دولة الرئيس سعد الحريري بالموقع المناسب أم انه كبش محرقة ؟

لا شك بأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان كبش محرقة. واليوم الرئيس سعد الحريري تسلم المسؤولية وهو مدرك بأنه أيضا كبش محرقة، وفي أي لحظة، جسدياً وسياسياً ومادياً، والتطورات التي حصلت منذ 2005 الى اليوم تؤكد بأن سعد الحريري يعلم خطورة الأمر، فقد تحمل المسؤولية رغم مخاطرها ومثال على ذلك: ذهب الى انتخاب الرئيس ميشال عون بالرغم من التاريخ الغير مريح مع الرئيس عون على مدى السنوات الماضية .. لكن في النهاية اختار الكيان اللبناني، وتحمل أذى جماعته، ولا أحد يدري كم وكم وجه اليه اللوم من جماعته لمجرد ذهابه لانتخاب الرئيس ميشال عون .. لكن بالمقابل قناعته كانت ببقاء لبنان، لأنه لا يوجد سعد الحريري بدون لبنان، ولا الرئيس ميشال عون بدون لبنان .. ولا أنا.. ولا أنت .. ولا أحد بدون لبنان . لذا اختار الطريق الصعب للإبقاء على التنفس الاصطناعي القائم في لبنان لحين ايجاد الدواء الشافي للوطن

د. مصطفى هل تشرذم صفوف 14 اذار جعلت من البعض يبرز في طرابلس ؟

لا شك أن 14 اذار كانت وسيلة الجمع الأهم في تاريخ لبنان من كل الطوائف، كانت مظلة للجميع . وفي غياب تلك المظلة لأسباب أعتبرها أنا شخصياً بأننا كنا مجرمين بحق أنفسنا، بسبب الأطماع والطموحات لبعض قوى 14 اذار، مما دفع الى التشرذم من ضمن الأحزاب المسيحية، كذلك في الساحة السنية، أدت الى نشؤ حالات شعبوية .. وحالات تستفيد من التشرذم الحاصل كي تزايد على شخصيات 14 اذار . فأنا أرفض الظاهرة، وأرفض المنطق الذي استعمله الوزير السابق أشرف ريفي لضرب مصداقية وواقع سعد الحريري، وهو الشخصية الأكثر تضحية على مدار سنوات في طرابلس والشمال وعلى مساحة لبنان . فعلى المرء أن يحافظ على المصداقية، وأن يعترف بجميل الآخر دون الإساءة اليه

د. مصطفى في حال أجريت الإنتخابات هل أنت مرشح على النيابة ؟

أنا عضو في تيار المستقبل وملتزم وأحترم قرارات التيار، وأعتبر اذا رُشح مصطفى علوش أو غيره باسم تيار المستقبل أنا مع قراراته، وأعمل بكل قوتي لانجاح لوائح تيار المستقبل و 14 اذار

أسئلة خاصة خارجة عن المألوف

د. مصطفى لم تزل تزاول رياضة الجيدو؟

أجمل لحظات حياتي عندما أزاول تلك الرياضة، فأنا لم أزل أشرف على تدريب الشباب على حلبة المصارعة، أقع معهم أرضاً أزودهم بافكاري وخبراتي، فهذه الرياضة تحملني الى عالم آخر بعيداً عن المتاعب اليومية

د. مصطفى اذا دخلت المطبخ هل تتحول الى الشيف مصطفى؟

(يضحك) ويقول: أثناء دراستي وأنا في شقة بالقرب من الجامعة الأميركية تعلمت طبخة (الرز مع مرقة الدجاج مع قليل من الفطر). فأنا أعشق هذه الطبخة . كما أعشق المعكرونة على كافة أنواعها، وخصوصاً مع الكاتشب والحر. كما انني أجيد بمهارة ” قلي البيض مع البصل” فأنا أخدم نفسي في المنزل، وأحياناً أجلي الصحون

يقال بأنك عاطفي ودمعتك سخية ؟

أعلى مستوى بالرجولة هي الرقة .. فأنا أعتبر نفسي رقيق، عاطفي، والكلمة الحلوة تدمرني .. دمعتي سخية نعم، فمنذ فترة وقفت على ضريح الشهيد رفيق الحريري وعادت بي الذكريات الى الماضي فسقطت دمعتي . وأحياناً أشاهد فيلم سينمائي وتسقط دمعتي من مشاهد عاطفية رقيقة مؤثرة . وأحياناً دمعتي تسقط من كلمات أغنية عاطفية

يقال بأنك حطمت الرقم القياسي بالمقابلات الإعلامية  السنة الماضية؟

نعم كنت الأول بالمقابلات الإعلامية، واؤكد بأن 50% من المقابلات لا أستطيع أن أجريها نظراً لطبيعة عملي . فأنا أشكر الإعلام وكل عامل في مجال الإعلام . وأشكر المواطنين لتشجيعي أثناء المقابلات وأحياناً أستمتع بمشاركتي  في المقابلات التلفزيونية المنوعة التي تتضمن أغاني طربية

الكلمة الأخيرة كونك طبيب ما هو الدواء الذي تصفه للبنان؟

نظافة الكف، والغاء الطائفية والفساد، دون مواجهات يومية، وحروب أهلية، فأنا اؤمن بالأوطان من خلال الانسانية، فتعالوا نرفع الإنسان الى مستوى الوطن.. والوطن الى مستوى الإنسان

mustafa alouch visit 022