كلما أزور لبنان أتوجه فوراً الى غابة الأرز لأمضي يوماً كاملاً في ربوعها، وأقف تحت أم الأرزات وهي شجرة عمرها ثلاثة آلاف سنة ولم تزل صامدة شاهقة  وكأنها تقول: شو هم الأرز من هدير العواصف

والجدير بالذكر بأن كافة أشجار الكون تتدلى ثمارها نزولاً نحو الأرض.. ومنها يكون مدفوناً تحت التراب .. بإستثناء شجرة الأرز اللبنانية فهي الشجرة الوحيدة في العالم من صنفها التي تنمو أكوازها (أي ثمارها) متجهة صعوداً.. صعوداً.. صعوداً نحو السماء

لهذا سمي الأرز اللبناني.. بأرز الرب.. وأمام شجرة الأرز.. أتذكر نبتة العليق.. التي تعلق وتتعلق على الثياب.. وتتسلق على الجدران.. على الأعمدة.. على الأسلاك الكهربائية.. حتى على  الأكتاف البشرية. ونبتة العليق تتسلق لتشعر بأنها في القمة، أو لتظن بأنها أعلى من مستوى النباتات الأخرى

العليق نبته متواجدة بكثرة في الغابات وفي الوديان وعلى الطرقات وبين المنازل، وتلك النبتة وجدت لتتسلق وتتباهى وكأنها تقول: يا عالم شوفوني.. إنها نبتة العليق

يا صديقي كنّ كالأرزة لترفع من كرامتك، وإترك العليق ولا تتأثر به، لأن مصيره السقوط مهما  تسلق. والأرز يبقى شامخ لا يتأثر بالعواصف والرياح.. أما العليق فمصيره الزوال.