بعد كارثة مرفأ بيروت.. رحلت سيدة قصر سرسق بعد إصابتها بجروح كثيرة من جراء الإنفجار رحلت الليدي “إيفون سرسق كوكرن” سيدة القصر في الأشرفية في حي سرسق، فهي كانت عميدة الثقافة والتراث في لبنان . فقد أصيب البشر والحجر ايضاً، بل طعن القصر برحيل سيدة القصر الأثري لعائلة سرسق الذي سَلِمَ من الحربين العالمية الأولى والثانية والحرب الأهلية في لبنان
إيفون سرسق هي سورية الجذور من عائلة آل سرسق من قرية قريبة الى منطقة حماه السورية وإسمها “كفربهم”. كانت الإبنة الوحيدة لألفرد بك سرسق الأرستقراطي.. والدتها ”دونا ماريا تيريزا سيرا دي كاسانو ابنة فرانشيسكو سيرا دوق كاسانو السابع في إيطاليا“ تزوجت السير ديزموند كوكرن في عام 1946 وتوفيت في 31 أغسطس 2020 أثر إنفجار مرفأ بيروت . إيفون سرسق كوكرن إمتلكت قصر سرسق بالإضافة الى عقارات كثيرة وأبنية على طول شارع سرسق وصولاً الى شارع غورو في أسواق بيروت، وأثناء إنفجار بيروت وإصابتها أجبرت الليدي إيفون سرسق كوكرن مغادرة القصر المنكوب لتداوي بعض الجروحات من جراء سقوط الزجاج التي أصابتها في غرفة الديوان التي كانت تجلس فيه داخل القصر.. ولكن الليدي إيفون لم تكن تدري بأنها اذا تركت القصر فلن تعود اليه.. وهذا ما حصل
وتنتسب الراحلة الى إحدى العائلات الأرثوذكسية السبع في الأشرفية، فقد تسلمت رئاسة لجنة أمناء متحف سرسق وعملت على إطلاق صالون الخريف بنسخته اللبنانية التي ساهمت عبر متحف سرسق العريق في لبنان في أن يكون جواز عبور لأسماء باتت رائدة ولامعة في عالم الرسم والنحت أمثال الأخوين بصبوص.. بول غيراغوسيان.. شفيق عبود.. وحليم جرداق وغيرهم
الليدي كوكرن إستشرفت أهمية التراث ودور البيوت الأثرية عبر تأسيسها جمعية المواقع الطبيعية والمباني القديمة في لبنان “أبساد” بين عام 1960 و 1974 والعامين 1977 و 2002 وباتت الرئيسة الفخرية للجمعية لأعوام عدة ووقفت في وجه تغيير ملامح بيروت القديمة والأثرية لاسيما من ناحية محاولات تشويه التراث اللبناني عبر إنشاء مبان عالية في المنطقة حيث يقع القصر لترحل اليوم عن عمر 97 عاماً وتطوي صفحة كبيرة من تاريخ العائلة العريقة على صفحات مئوية لبنان الكبير