حبيبي بابا نويل..
أعرف جيداً بأنك ستصل ليلة الميلاد بعربة تجرها الغزلان لتوزع الهدايا.. ومن ثم العودة الى مقر إقامتك في القطب الشمالي . رجاء يا بابا نويل أثناء عودتك خذني معك.. فأنا أعلم جيداً بأن هناك مقاعد فارغة في عربتك بعد أن فرغت من الهدايا.. خذني معك الى القطب الشمالي وأعدك بأنني أساعدك في توضيب الهدايا وسيكون سلوكي حسناً.. أنفذ كلامك.. وكلامك مطاعاً
رجاء خذني معك أثناء عودتك فقد تعبت من أخبار الوالد عن حزب الله.. وعن التيار العوني.. والقوات اللبنالنية.. وحركة أمل والإشتراكي والناصري ووالدتي تعبت من البحث يومياً عن حبة دواء او الإنتظار ساعات لشراء ربطة خبز او البحث عن طبيب يخفف اوجاعها او عن مستشفى تستقبلها مجاناً
رجاء يا بابا نويل خذني معك، فأنا خائف لا أنام ليلاً من صوت الرصاص وصوت القذائف.. مع إنني أعيش في عصر العهد القوي والجمهورية القوية ومعاً للإنقاذ. فقد تعبت وتورمت قدماي من الذهاب سيراً الى المدرسة والعودة على الأقدام لعدم توفر مادة البنزين ولعدم قدرة أبي على شرائها.. خذني معك يا بابا نويل فأنا مستعد أن أعتني بالغزلان من إطعامهم الى تنظيفهم
رجاء خذني معك.. وأنا مستعد أن أعطيك كل ما تحتوي “قجتي” من نقود جمعتها ثمناً لذهابي معك
رجاء خذني معك قبل أن تأخذني رصاصة طائشة..
او شظية قذيفة.. أو أسقط سهواً خلال مظاهرة.. او الفظ أنفاسي على باب مستشفى رافضة إستقبالي..
بابا نويل رجاء خذني معك، فقد سئمت من الأبوات الذين على الأرض، فعلى الأقل معك أنت أشعر بالإطمئنان في القطب الشمالي، ليلاً أنام بغرفتك ونهاراً العب مع الغزلان الذين هم أرحم من الإنسان ومن رجال السياسة على الأرض
الإمضاء الطفل مارك
العنوان بدارو – ملك إدوار الزين