سأرسمك يا أمي وأحضنك لأنعم بدفء انفاسك .. في غمرة يديك .. في تحسس جبيني لاسمع ولو همسا كلمات: تقبريني يا أمي .. وأنت تغني لي يللا تنام
سأرسمك يا أمي كي أشتم رائحة شعرك .. لأنام في حضنك فأنا أخشى الليل وأنت ملاكي .. سأرسمك يا أمي لأنني لم أستطع أن أرسمك على خط الحياة في كف يدي الصغير
رسمتك يا أمي واذا سُئلت عن أمي سأقول لهم ،أنا لي أم تحميني .. لي أم أنام بقربها .. لي أم من صناعتي فأنا رسمتها لأعيدها الى الحياة.. بواسطة خط. بواسطة قلم .. على الأقل عند عودتي نهاراً من التسول في الشارع أسارع خطواتي لأرى أمي وأنام ضمن رسم أمي
أقف على أبواب المدارس أتسول، أرى الأطفال وكل طفل لديه أم .. أسرق النظر من شبابيك المنازل لأرى أم تسرح شعر طفلتها .. تحملها تحضنها تضعها.. على السرير.. وأنا أعود الى رسم أمي، أنام أرضاً ويدي الصغيرة تغمر الرسمة
سمعت الكبار يتحدثون وأنا أتسول أمام احدى المطاعم بأن نحات لم أعد أذكر اسمه أكمل نحت تمثالاً ومن ثم صرخ به انطق أيها الحجر .. لذا أسرعت الى رسم أمي استلقيت قربها قائلة انطقي يا أمي … أنا بحبك
وسمعت أيضاً يا أماه وأنا أمام أحد المنازل أتسول فتاة تلعب في المنزل فقال لها والدها : لا تصدري ضجيج كي لا تستيقظ أمك. فأسرعت للعب بالحجارة أمام قبر أمي كي تستيقظ … ولكن مضى النهار وغابت الشمس فعدت خائبة لأنام في خضن رسمك يا أمي لأنني مؤمنة بأن الجميع ينامون الا أمي فهي العين الساهرة على راحتي .قبل أن أرسمك يا أمي كنت أخاف من الليل، ابقى قابعة في الزاوية أرتجف من الخوف، من الاصوات المنبعثة ليلاً .. أخاف من الظلام .. أخاف العتمة .. أرهب من عواء الكلاب من صفير الريح ولكن بعد أن رسمتك أصبحت أنام ضمن رسمك على الأرض فقد شعرت بالأمان
بعد تلك المقدمة لا بد من العودة الى تلك الصورة التي تُفطر القلب . فقد التقطت هذه الصورة بين سوريا والعراق وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي . فجاءت الصورة معبرة وصادقة
فنحن نتمنى الرحمة في قلوب زعماء العالم لانقاذ الأطفال الأبرياء والأمهات والبشر من تجار مصانع السلاح كي ينعم العالم بالسلام .. وأخيرا نتساءل هل زعماء الحروب لهم أمهات ولهم أولاد ؟ أم انهم اصبحوا يجسدون تمثال السعادين الثلاثة لا أتكلم .. لا أرى .. لا أسمع ..المهم أردنا في عيد الأمهات أن نخصص الجزء الأكبر لها وأن نبرز الأم حتى لو كانت في الخيال أو رسما بيد طفلة يتيمة على الأرض لتنام في أحضانها