من منا لم يسمع أغنية “يا جارة الوادي”.. ولكن تلك الأغنية لها واقعة تاريخية حقيقية جرت  في زحلة وبدايتها كانت في محطة المعلقة في زحلة :

عام 1922 وصل محمد عبد الوهاب يرافقه أمير الشعراء أحمد شوقي الى زحلة ولما علم ابناء زحلة نزلوا الى الشارع لاستقبالهما في اول مدخل زحلة وهي محطة المعلقة وكان على رأس المستقبلين المفكرون والمثقفون والشعراء من أبناء زحلة، فانبهر أمير الشعراء أحمد شوقي من بلدة زحلة وما تحتويه من مفكرين وأدباء وشعراء فقال لهم :

هذه السنة لست مستعداً لالقاء قصيدة عن تقديري لكم ولكنني أعدكم في السنة القادمة سأخلد زحلة بقصيدة .

ومضت سنة ورحل الشتاء وحل موسم الصيف وكان الوعد والموعد فقد وصل الاثنان عام 1923 محمد عبد الوهاب وأمير الشعراء أحمد شوقي الى زحلة فهب ابناء زحلة ورافقوهما الى “تراس اوتيل الصحة”. ثم انتقلوا جميعاً برفقة الضيفين الى “البردوني” واقاموا لهما سهرة وعشاء شارك فيه كل أهالي زحلة حيث وقف أمير الشعراء أحمد شوقي والقى قصيدة  يا جارة الوادي طربت وعادني ما زادني شوقا الى مراك.

فقطعت ليلي غارقا نشوان في  ما يشبه الأحلام من ذكراك.

ثم نظر الى رفيق عمره محمد عبد الوهاب قائلاً له : دندنها يا محمد عبد الوهاب (اي لحنها).

هذه هي الواقعة التاريخية لقصيدة يا جارة الوادي لمدينة زحلة فكان أول من أنشدها محمد عبد الوهاب ثم انشدتها نور الهدى ثم فيروز .

ولكن زحلة لم تترك الأمر يمر مرور الكرام فمثلما خلد أمير الشعراء زحلة بتلك القصيدة وكما خلدها عبد الوهاب تلحيناً فقد أقامت زحلة لهما تمثالين الأول لأمير الشعراء أحمد شوقي والثاني لمحمد عبد الوهاب  تخليداً لتكريمهما زحلة .