كتبت: جوليا نادر

في لحظة يتعطش فيها لبنان إلى بصيص أمل، تبدأ صفحة جديدة في تاريخ الوطن مع إنتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية. لحظة طال إنتظارها من قبل اللبنانيين، محملين بآمال كبيرة في إستعادة وطنهم الممزق إلى طريق الإستقرار والكرامة. مجلة “الليبانون تايمز” تحتفل بهذه الخطوة الجريئة وتفخر بوضع صورة الرئيس العماد جوزيف عون على غلاف عددها لشهر فبراير 2025، كتقدير لدوره الوطني ومسيرته الحافلة بالعطاء. نحن اليوم أمام رجل أثبت أن القيادة ليست مجرد منصب بل مسؤولية تُحمل على الأكتاف بكل شجاعة وإصرار

وسط العتمة التي خيمت على لبنان لسنوات، يشرق إسم العماد جوزيف عون كأمل جديد في سماء الوطن. إنتخابه رئيسا للجمهورية لم يكن مجرد حدث سياسي، بل كان نبضا جديدا لشعب يبحث عن الأمان والكرامة. جوزيف عون ليس غريبا عن الميدان، فهو الذي اختبر أصعب المعارك ووقف صلبا في وجه الأزمات، وها هو اليوم يحمل هموم شعب بأكمله

من قائد عسكري إلى رئيس للجمهورية

منذ أن خطا أولى خطواته في الكلية الحربية، كان واضحا أن العماد جوزيف عون يسير في طريق لا يعرف إلا الوفاء للوطن. مسيرته العسكرية لم تكن عادية، بل كانت مليئة بالمواقف الصعبة التي كشفت عن قائد إستثنائي. من عملية “فجر الجرود” إلى أصعب التحديات الأمنية، كان حاضرا بحكمته وصلابته، واضعا أمن لبنان وإستقراره فوق كل إعتبار. واليوم، ينتقل من قيادة الجيش إلى قيادة الوطن بأكمله، حاملا معه قيم الشرف والتضحية والوفاء

رمزية إنتخابه: وحدة وطنية في زمن الإنقسام

ليس من السهل أن يُجمع اللبنانيون على شخصية واحدة في ظل الإنقسامات، لكن العماد جوزيف عون إستطاع أن يكون ذلك القائد الجامع. إنتخابه رئيسا هو رسالة واضحة بأن لبنان ما زال قادرا على النهوض، وقادر على إختيار قادة يحملون همومه بصدق. هو اليوم ليس فقط رئيسا، بل رمزا للأمل والوحدة في بلد أنهكته الأزمات

التحديات المقبلة: خارطة طريق للنهوض

الرئيس جوزيف عون يدرك جيدا أن الطريق أمامه ليس سهلا، فلبنان يواجه أزمات معقدة تتطلب قرارات جريئة وإرادة صلبة

الأزمة الاقتصادية:  معالجة الإنهيار الإقتصادي تتطلب خططا فعلية وإجراءات سريعة تعيد الثقة بلبنان في عيون العالم. يتعين على الرئيس العمل مع الخبراء الإقتصاديين لوضع رؤية إقتصادية شاملة تعزز الإنتاج المحلي وتكافح البطالة

العلاقات الخارجية:  إعادة بناء جسور الثقة مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي مع الحفاظ على إستقلالية القرار الوطني. تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة وإستقطاب الإستثمارات الخارجية لدعم الإقتصاد

إعادة بناء المؤسسات:  محاربة الفساد ليست شعارا بل فعلا يجب أن يبدأ من الداخل. إصلاح القضاء وتفعيل مؤسسات الرقابة لضمان الشفافية والمحاسبة

الأمن والاستقرار:  تعزيز دور الجيش وتطبيق القرارات الدولية، خاصة القرار 1701، لضمان السيادة وحماية الحدود. تطوير إستراتيجية دفاعية متكاملة تعزز الإستقرار الداخلي

رؤية من خطاب القسم

في خطابه أمام مجلس النواب، لم يكن كلام الرئيس جوزيف عون مجرد وعود، بل كان تعهدا صادقا بالعمل والمواجهة. تحدث عن دولة تحمي مواطنيها وتحتكر السلاح وتطبق القانون بعدل. أكد التزامه بتطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، وضبط الحدود ومنع الإعتداءات الإسرائيلية، والعمل على سياسة دفاعية متكاملة تعيد للبنان هيبته. كما أشار إلى أهمية العمل على مشاريع تنموية في المناطق المهمشة، وتطوير البنية التحتية لدفع عجلة الإقتصاد

ردود الفعل المحلية والدولية

لاقى إنتخاب الرئيس جوزيف عون ترحيبا شعبيا وسياسيا واسعا. اللبنانيون، بكل أطيافهم، رأوا في إنتخابه فرصة حقيقية للخروج من المأزق. أما دوليا، فقد عبر المجتمع الدولي عن إستعداده لدعم لبنان شرط تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. الدول العربية أبدت إهتماما بإعادة التعاون الإقتصادي والسياسي مع لبنان

الأمل في قيادة جديدة

الرئيس جوزيف عون ليس معجزة، لكنه فرصة. فرصة لشعب أنهكته الأزمات ليقف مجددا على قدميه. هو الأمل الذي ينتظره اللبنانيون ليعيد بناء الدولة ويكسر حلقات الفساد. الطريق طويل والتحديات كثيرة، لكن الأمل موجود. جوزيف عون رجل الميدان الذي لا يعرف الإستسلام، واليوم هو رجل الدولة الذي يحمل أحلام اللبنانيين. هل سينجح في تحقيقها؟ وحده العمل الصادق والإرادة الصلبة سيحددان الإجابة، لكن الثقة به اليوم أكبر من أي وقت مضى

ولبنان يستحق أن يُمنح هذه الفرصة