اذا وضعت اذنك على جدار القلعة الباكية ستسمع بكاء ونحيب الأمهات والزوجات والأبناء .. فالداخل اليها مفقود واذا خرج يكون مولوداً من جديد انها قلعة وسجن والي طرابلس في القرن السابع عشر بربر آغا حيث كانت الأمهات والشقيقات والزوجات يزرن القلعة لتفقد ابنائهن السجناء ..حيث لم يكن الوالي بربر آغا رحيماً ..ومتى دخل السجين الى سجن القلعة لم يعد خروجه سهلاً هذا اذا لم يعدم لذلك كانت النسوة يزرن السجناء ويبكين عليهم فعرف الموقع “بالباكية”، كان السجن بلا أبواب منعاً لاحتمال الهرب لكن بوجود فتحة في السقف ارتفاعها ستة أمتار كانت مدخل السجناء الى السجن المقفل ومنها يرمى الطعام والمشرب للسجناء بسلة او وعاء .
كان الوالي بربر آغا المقيم في قلعته في “ايعال” في قضاء زغرتا ينتقل بين الحين والحين للاستراحة والاستجمام في “الباكية” المحاطة ببساتين الزيتون وأصناف الفاكهة وتتسم صيفاً بالنسيم القادم من البحر القريب .
يقع موقع “قلعة الباكية” في بلدة “برسا” في الكورة ولا تتعدى مساحة عقاره الالف والثمانمة مترأ مربعاً .
التاريخ ان حكى
لا يعرف تاريخ بناء الموقع في برسا بالتحديد رغم حداثة تاريخ حكم صاحبه .. لكن كتاب “مصطفى آغا بربر” للأب اغناطيوس الخوري يشير الى ان ” نشاة “مصطفى بربر” كانت في بلدة “برسا” بعد وفاة والده ولا تزال قلعة بربر أو “باكية بربر” كما تلقب قائمة الى اليوم وسط البلدة .
مع مرور الوقت تحولت قلعة الباكية الى ملك خاص صاحبه حاليا “مسعود شيا”.
بربر آغا الشدة والبطش
يرجح الأب خوري في كتابه أن يكون اللقب تسمية لما امتاز به حكم بربر من شدة وبطش . فكان السجن والشنق نصيب كل خصم أو خارج عن القانون وبالتالي فان النساء كن يقصدن القلعة نائحات على مصير رجالهن .
في السقف فتحتان تذكر الروايات الشعبية التي يتناقلها المواطنون انهما استخدمتا في تنفيذ عمليات الاعدام شنقاً . في جدرانه فتحات متطاولة وضيقة عمودياً مختلفة الحجم وهي فتحات للدفاع عن الموقع من الداخل في حال تعرضه للهجوم .
القلعة لم تزل شاهدة على وقائع تاريخية عن الوالي بربر أغا.. ولكن مع الأسف معالمها تزول فصاحبها يستخدم القلعة كمستودع لاغراضه الخاصة ..ومن ناحية ثانية قام المسؤولين في البلدة بازالة قسم منها لتوسيع طريق البلدة العام .. ولكن يبقى الموقع يحمل بصمات غنية أثرية من صفحات التاريخ ان حكى .