هل تعلم إنه كان يا ما كان في تاريخ لبنان الحديث سياسيون شرفاء لهم من النزاهة وعزة النفس ما يشار اليه.. إذا كان الجواب لا فمن حقك وواجبك أن تعلم

يروي غسان تويني وهو غني عن الألقاب إنه كان يسهر في القصر الرئاسي مع الرئيس كميل شمعون وإن زلفى زوجة الرئيس كانت تسهر معهم وتقوم بتقطيب كلسات الرئيس شمعون بحضورهم.. وين كنا ووين صرنا

وإن الرئيس فؤاد شهاب رفض أن تعفى سيارة زوجته من الرسوم الجمركية،وان هذه الزوجة الفاضلة توفيت على سرير عسكري في غرفة باردة في بيتها في جونيه

وإن الرئيس الشهيد رشيد كرامي كان حريصاً على المال العام أكثر من حرصه على ما يملك ولم يذهب من الخزينة قرشاً سدى في عهده

وإن الرئيس تقي الدين الصلح توفى ولم يتم له حصر إرث لأنه لم يكن يملك شيئاً سوى سيارة قديمة أهداها لإبن أخيه هشام الصلح و4 الاف دولار أوصى بتوزيعهاعلى الأهل

امّا الرئيس كامل الأسعد الذي تولى رئاسة المجلس النيابي 12 عاماً متواصلة ولما ترك ذهب الى فرنسا وعمل محامياً وسأل أحد أصدقاءه اذا كان يعرف من يشتري ارضاً ورثها عن أبيه وإنتقل الى فندق أرخص تكلفة ورفض اية مساعدة مادية عرضها الخيرون عليه من محبيه.

وإن الرئيس حسين الحسيني عراب الطائف رفض عشرات ملايين الدولارات من الرئيس رفيق الحريري مقابل تخلي الدولة عن ملكية الأرض المردومة في البحر لشركة سوليدير، فحصل ما حصل فكان ان أحرج فأخرج وهو يعيش اليوم من معاشه التقاعدي وما تركه له والده

وإن الرئيس عصام فارس وفر على الدولة نفقات منصبه، فمكتبه كان على حسابه وكذلك مستشاريه وعندما شق طريقاً الى بلدته (بينو) على حسابه رفض نصيحة مستشاريه بأن يشتري الأرض ويبيعها بأضعاف سعرها بعد ان  شق الطريق فنعمت البلدة وإستفاد أصحاب العقارات منها

امّا العميد ريمون اده رفض عروضاً من الرئيس رفيق الحريري بأن يدفع نفقات إقامته في فرنسا بكل عزة نفس وقال العميد إده غاضباً من يعتقدني هذا الرجل، كما رفض هبات من الأمير سلطان بن عبد العزيز

امّا الرئيس سليم الحص تخلى عندما أصبح رئيس حكومة عن أضعاف راتبه كمستشار لمصارف عربية وعندما أهداه الرئيس رفيق الحريري طائرة خاصة سجلها بإسم رئاسة الحكومة رافضا تسجيلها بإسمه

وإن الرئيس الياس سركيس حافظ على مقتنيات القصر الجمهوري وحافظ على الليرة وعمل بعد الرئاسة موظفاً ومديراً لبنك WEDG عند الرئيس عصام فارس

امّا الرئيس شارل حلو ترك بعد وفاته بيتاً متواضعا في الكسليك كذلك شقة صغيرة في باريس بعد أن عمل عقود في السياسة والمحاماة.

ويذكر التاريخ والعارفون بأن الأمير خالد شهاب كان رئيس حكومة في الخمسينيات ولم يكن يملك سيارة فكان يتنقل بعد تقاعده بالتراموي.

امّا النائب والوزير السابق محمد بك الفضل زعيم النبطية ومالك معظم اراضيها لم يترك لأولاده سوى منزل متهالك لا يملكون نفقات ترميمه

وامّا يوسف بك الزين اوصل مياه نبع الطاسة الى النبطية على حسابه الخاص

وإن الراحل الدكتور علي بدر الدين أول نائب في تاريخ لبنان إستقال من منصبه وكان يقطن في منزل بالإيجار..هذا غيض من فيض وهنالك كثيرون غيرهم من الكواكب المضيئة في عالم السياسة والنزاهة والأخلاق سيأتي ذكرهم

وحتى تأتي الساعة على أبناء الوطن أن يفرقوا بين الجواهر والحجارة.وكان يا ما كان.. سياسيون شرفاء.  (منقول)