ويطل علينا في آخر هذا الشهر أي آخر أكتوبر عيد الهالوين حيث تفتح أبواب جهنم على مصراعيها وتخرج منها الهياكل البشرية.. ومصاصي الدماء.. والعناكب.. وأجزاء من الجثث.. والأبالسة والشياطين.. والمقابر المشرعة.. ويختلط الهالوين بالكبار والصغار.. وبالملبس والشوكولا.. والتنافس على أفضل زينة مرعبة أمام المنازل.. والمال يرمى على زينة الهالوين وتصل أحياناً الزينة المشوهة والمرعبة التي تحمل وجوه الوحوش وبيوت العنكبوت الى فوق العشرين الفاً مع إضاءة مخيفة وأصوات مرعبة. وتختلط الوجوه ببعضها البعض.. وجوه من عالم الأشباح الى عالم الأموات.. الى عالم الوحوش والشياطين.. الى وجوه بعض رجال التاريخ وبعض وجوه السياسيين المشهورين.. ولم ندري حتى الآن ما علاقة الهالوين بالجثث وبالمناظر القبيحة التي تثير الإشمئزاز والخوف والرعب

وأمام الوجوه المستعارة تعود بي الذاكرة الى وجوه بعض رجال السياسة في لبنان.. هذا يرتدي وجه إيران.. وآخر يرتدي وجه تركيا.. والثالث يختبيء وراء وجه فرنسا.. والرابع يرتدي وجه أميركا..والخامس يحمل وجه غصن شجرة لأنه تعود أن يقفز من غصن الى غصن.. وسادس يرتدي وجه شريف وهو لص.. وسابع يرتدي وجه العفة وهو يعقد الصفقات.. وثامن  يرتدي وجه المدافع عن الحقوق وهو خاطف حقوق المواطن.. وتاسع  يدافع عن الأموال المحجوزة في المصارف وهو الذي صرفها وتنعم بها.وآخرون يرتدون وجه الإنفتاح وهم يعملون لإشعال الطائفية.. وآخرون يرتدون قناع العدالة وهم يعرقلون سيرها.. وآخرون يرتدون قناع القانون وهم فوق القانون.

إنه هالوين السياسيين.. وننتقل الآن الى هالوين الأصدقاء ..

صديق يرتدي قناع الإخلاص وهو يحمل خنجر بروتس.. وآخر يقبلك على خدك ثم يسلمك للجلادين تماماً كقبلة يوضاس. وصديق يرتدي قناع المحبة وهو يشهّر بك في غيابك.. وآخر يرتدي قناع التسامح وهو يحترق من الغيرة ويتمنى لك الأذية.. وصديق يرتدي قناع الخوف على مصالحك ويفرح إذا تعرضت للإفلاس.. وآخر يرتدي قناع الصداقة وهو يتمنى لك الهلاك .. إنه عالم كامل بالهالوين بقاراته الستة.. ثمانية مليار نسمة تتنفس على الكرة الأرضية ولكنها تعيش بأقنعة هالوين.. العالم كله تحركه أقنعة الهالوين..ولكن.. ولكن  ولكن

الفرق بين الهالوين في 30 أكتوبر والهالوين المستمر على مدار السنة بأن الأول هياكل عظمية وأموات من البلاستيك.. أما بقية السنة فالهالوين مستمر  والوجوه ما بعد الوجوه ايضاً مستمرة ولكنها لبشر.. من لحم ودم.