داليدا النجمة العالمية حياتها نجاح تألق نجومية وإنتحار .!

بدأت حياتها كسكرتيرة ،وجميع من تزوجها أقدم على الإنتحار ولكن كيف كانت نشأتها وأين ؟

بعد وفاة والدها تركت الدراسة واتجهت للعمل كسكرتيرة في احد المطابع، وكان للقدر كلمته عام 1954 عندما شاركت بمسابقة ملكة جمال مصر لتحصل على اللقب . وهنا بدأت مسيرتها الفنية، رغم الشهرة وحب الجميع لها لكنها لم تحب الحياة  بالشكل الكافي لتقرر انهاء حياتها بواسطة كمية كبيرة من الحبوب المضادة للاكتئاب .

داليدا ابنة القاهرة 

ولدت داليد في حي ” شبرا” محافظة القاهرة عام 1933 لأبوين من المهاجرين، تعود جذورهما الى جزيرة “كالابريا” والتي تقع جنوب ايطاليا .

اسمها الحقيقي “يولاندا كريستينا جيجليوتي” لكن بعد دخولها عالم الفن تم تغيير اسمها بسبب الشبه بينها وبين الممثلة Hebby Lamar التي مثلت دور “داليلا” في فيلم Simon & Delilah وقامت بعد ذلك بتغيير اسمها الى داليدا بناء على نصيحة الصديق المخرج السينمائي الذي اكتشفها .

كانت الطفلة داليدا تعاني في طفولتها من الحول بعينيها، مما سبب لها العديد من المشكلات النفسية، فيما بعد اضطرت للعمل وتعلمت الطباعة على الالة الكاتبة والعمل كسكرتيرة في شركة أدوية وذلك بسبب الظروف المعيشية عقب وفاة والدها بجلطة في الرأس والذي كان يعمل عازفا في دار الأوبرا الخديوية.

عام 1954 كانت بداية جديدة في حياتها، خاصة عندما شاركت بمسابقة ملكة جمال مصر دون علم والدتها ورغم رفض عائلتها الاشتراك بالمسابقة أو الاتجاه للتمثيل كما كانت تحلم الفتاة لكنها شاركت وفازت بلقب ملكة جمال مصر لعام 1954 .

بعد حصول داليدا على لقب ملكة جمال مصر عرض عليها العديد من الافلام السينمائية، وقامت بالفعل في تصوير عدد كبير من الأفلام لكنها لم ترى النجاح، لذا قررت السفر الى فرنسا عام 1954 وهنا كانت البداية فقفد اتجهت الشابة الحالمة في باريس للغناء، فقد لاحظ موهبتها Bruno Coquatrix صاحب ابرز القاعات الموسيقية في العاصمة الفرنسية وكانت انطلاقتها الحقيقية بأغنية : Etrangere au Paradis .

كانت داليدا تختلف عن جميع المغنيين، فكانت من القلائل التي غنت ب 10 لغات منها : العربية ،الايطالية ،العبرية الفرنسية، اليونانية ، اليابانية ،الانكليزية ، الاسبانية والالمانية . كما كانت من اوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب في فرنسا عام 1978 . داليدا خضعت ل 3 عمليات جراحية لإصلاح الحول في احدى عينيها والذي اتى نتيجة اصابتها بفيروس عندما كانت تبلغ 10 أشهر من العمر

في العام 1967 تزوجت من صديقها “كويجي تانجو” الذي إنتحر بعد ذلك بأيام وكانت هي من اكتشف الجثة .. بعدها إقترنت داليدا من طالب عمره 18 عاماً والذي قتل بظروف غامضة،  وأصبحت حاملاً منه ولكنها أجهضت الجنين خوفاً على مستقبلها الفني مما سبب لها العقم وحرمها من الأمومة طوال حياتها.

عام 1970 توفى ثاني أزواجها “لوسيان موريسز” منتحراً باطلاق النار على رأسه .. وكذلك إنتحر ريتشارد شانفري الذي ارتبطت به داليدا عام 1972 ولغاية 1981 حيث انتحر باستنشاق غاز العادم من سيارته .. ثم إنتحر صديقها العاشق المطرب “مايك برانت” عام 1975 حيث القى بنفسه من شرفة شقته في باريس .

دخلت داليدا في الكثير من العلاقات الغير مستقرة، مع مهندس صوت ومحام حيث إنتحر الاثنين ومن ثم مع طيار مصري وأخيرا مع “فرنسوا ” الطبيب الفرنسي المعروف.

عام 1987 حاولت داليدا الإنتحار للمرة الأولى ومكثت في المستشفى لمدة خمسة أيام وخضعت بعدها لعلاج نفسي لعدة شهور .

وأخيرا تم ما أرادت فقد وضعت حدا لحياتها بالإنتحار في باريس بتناول كمية كبيرة من الحبوب المخدرة وتركت رسالة تقول فيها : ان الحياة لم تعد جميلة !

كان للنجمة داليدا شعبية واسعة مما اثر خبر انتحارها على جمهورها وتسبب بحالة من الحزن لمفارقتها .

يذكر بأن الجنرال الفرنسي  “ديغول” كرمها بإعطائها ميدالية رئاسة الجمهورية .. كما كرمتها الحكومة الفرنسية بعد وفاتها بوضع صورتها على طابع بريدي، كما اقيم  تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها عام 2001 تخليداً لذكراها ولمشوارها الفني .

كتب عنها البعض الكثير من الكتب والمؤلفات والأعمال الفنية ومنها مسرحية Solitudini التي قدمت عام 1999 وكذلك فيلم  تلفزيوني عام 2005 من جزئين عن حياتها .

كما احتفلت مدينة باريس في ذكرى وفاتها بان قدمت معرضاً كبيراً يضم ملابسها وصورها، فقد بلغ رصيد داليدا الفني نحو 500 أغنية بلغات متعددة و12 فيلما سينمائيا ابرزها الفيلم المصري “اليوم السادس” إخراج يوسف شاهين .

وهكذا طوي ملف النجمة داليدا التي انتحرت عام 1987 بعدما اكتشفت حسب رسالتها بأن الحياة لم تعد جميلة .. مع أن الحياة هي ملك الله وقد قال الأديب الشاعر ايليا ابو ماضي : كن جميلا ترى الوجود جميلا .