النقوش الموجودة بالأحرف الأبجدية الفنيقية على ناووس “أي تابوت” احيرام ملك جبيل (بيبلوس) في لبنان اقدم واشهر تابوت في القرن العاشر قبل الميلاد، وهو يحمل أقدم نص فينيقي ومؤلف من الاثني وعشرين حرف ابجدي حيث تقول النقوش ما يلي :
“اذا ظهر مَلك او حَاكم او قَائد وفَتح التابوت فلينكسر صولجانه .. وليسقط عرش مملكته وليهرب السلام وليمحي ذكراه في الآخرة والى الأبد”.
هذه هي النقوش المحفورة والمكتوبة من اليمين الى اليسار، حيث ان الناووس اي التابوت تم استعماله من قبل “اتوبعل” ابن الملك احيرام من جبل (هكذا كانت تلفظ وتكتب كلمة جبيل ). فقد صنعه خصيصاً لوالده ليبقى منزله الى الابد .
وخلال اكتشاف الناووس وجد بالقرب منه بعض المعالم والموجودات في حجرة الدفن، والتي يعود تاريخها الى عهد رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر.
ووفقا لعالمة الاثار هيلين صادر أن الناووس يعود الى القرن الثالث عشر ق.م. وهو يحمل اقدم النقوش التي كشفت الفحوص التي اجريت على هذا النصب اثار من شبه الهيروغليفية القديمة التي تواجدت وكانت تستعمل من قبل
الحروف الابجدية الفينيقية .
وينقسم الخبراء والعلماء حول الموضوع ،فالبعض يؤكد ان الناووس والنقوش والنص الابجدي قد تم انجازها في نفس التاريخ اي في القرن الثالث عشر، بينما يقول البعض الاخر بأن الناووس يعود الى حقبة تاريخية ربما الى ما قبل القرن العاشر قبل الميلاد، ومن الصعب تحديدها لانه يحمل اقدم نص فينيقي مكتشف حتى الآن ؟.
المتحف الوطني اللبناني
الناووس موجود حالياً في المتحف الوطني في بيروت، وقد نحت من الحجر الكلسي من مقالع جبال مدينة جبيل في لبنان، ويحمل على قائمته اربعة اسود، وعلى جوانبه نقوش تمثل مواكب جنائزية، ومن الجهة الاخرى من الناووس ترى ملك او اله على عرش، ويحيط به تماثيل ابو الهول المجنح، وبقربه مصلين وحملة قرابين يتوجهون الى طاولة منصوبة امامه . اما على الجانب الآخر نقوش تمثل مجموعة في تشييع جنازة حيث تظهر نساء تضرب نفسها وتنتف شعرها كعلامة على الحداد.
اما غطاء الناووس اي التابوت فيحمل نقش شخصين يحمل كل منهما زهرة اللوتس وجها لوجه، يفصلهما اسدين على مثال اسود القاعدة من المفترض ان هاتين الشخصيتين تمثل الملك احيرام مع زهرة اللوتس الذابلة التي هي رمز الموت، بالاضافة الى رؤوس أسدين تتجاوز جوانب الغطاء لفتحه واغلاقه .وهناك طلاء أحمر لا تزال اثاره واضحة على الغطاء وهو ما يعني ان الناووس كان مطليا .
ناووس الملك احيرام تم اعارته لمعهد العالم العربي في باريس لاقامة معرض Liban L’autre Rive اي لبنان الضفة الاخرى الذي عقد في مقر المعهد من 27 كانون الاول January 1998 الى 2 ايار MAY 1998.
منذ ذلك الحين استعاد الناووس مقامه المميز كابرز قطعة من المجموعة المعروضة في المتحف الوطني في بيروت