في قرن شبه عاجز عن إدارة موارده، وهناك تحديات تعصف بدول القارة السمراء حتى الغنية منها . لكن في جزيرة شحيحة الموارد تعتبر البشر رأسمالها الوحيد فقد حققت إنجازاً هائلاً وديمقراطية متقدمة إنها جمهورية موريشيوس . الجزيرة الواقعة على بعد 2000 كلم عن الساحل الجنوبي الشرقي للقارة الأفريقية كانت خالية من السكان عندما إستكشفها البرتغاليون عام 1507
فهي تعتبر الآن جزيرة الموطن الوحيد لطائر “دودو” الذي إنقرض بعد أقل من 80 عاماً على إكتشافها. إستوطن الهولنديون الجزيرة اواخر القرن الخامس عشر، وبعد ذلك بنحو قرنين أصبحت مستعمرة فرنسية حيث بدل الفرنسيون إسمها ليصبح “إيل دي فرانس” . ثم تولى البريطانيون السيطرة على الجزيرة في القرن الثامن عشر أثناء حروب نابليون، الى ان نالت إستقلالها في الستينيات من القرن الماضي لتصبح مملكة دستورية. وفي العام 1992 أصبحت موريشيوس دولة مستقلة
يعتنق سكان موريشيوس خمس عقائد وهي الهندوسية – المسيحية – الإسلام – البوذية وأقليات أخرى مختلفة العقائد لا تتعدى نسبتهم واحد في المئة. يشكل المسلمون أقلية في الجمهورية بنسبة 17% فقط من المواطنين
-
مزايا العيش في موريشيوس..
توفر موريشيوس التعليم المجاني حتى نهاية المرحلة الجامعية . يشمل ذلك نقل الطلاب من منازلهم الى مدارسهم على نفقة الدولة. كما توفر العلاج والرعاية الصحية المجانية الى جميع مواطنيها ويشمل ذلك جراحات القلب ذات التكلفة الباهظة. تسعون في المئة من مواطني موريشيوس يسكنون في منازل مملوكة لهم، ولا يوجد أسرة مشردة او عائلة تشكو من إرتفاع أسعار الأرض ومواد البناء. دخل الفرد في موريشيوس يصل الى 19.600 دولار ويعتبر الدخل الأعلى في أفريقيا. جمهورية موريشيوس أغنى دولة أفريقية. فهي لا تملك نفطاً ولا معادن، وإنما تعتمد على الإنسان. ثم الزراعة وتصدير منتجاتها. السياحة مورد دخل إستثنائي لهذه الدولة والإنفاق العسكري يأتي على هامش الميزانية والصرف الفعلي هو على الصحة والتعليم والخدمات . بإختصار جمهورية موريشيوس هي أغني دولة في العالم بالإستثمار في الإنسان.. بالثقافة.. بالصحة.. وبالخدمات الإجتماعية.