مع إقتراب عيد ميلاد الطفل يسوع، ملك السلام، نجد العالم غارقا في دوامة الفوضى. الحروب مشتعلة هنا وهناك، والدمار يخيم على أوطان عريقة، والقلوب مثقلة بالهموم. في كل زاوية من الشرق الأوسط، وخصوصا في لبنان وفلسطين، تتجلى المأساة في عيون الأطفال الذين فقدوا براءتهم، وفي جدران مهدّمة وبيوت أجبر أهلها على النزوح، وفي قلوب الأمهات اللواتي يعتصرهن الألم

وسط هذا المشهد القاتم، يشرق عيد الميلاد كنور يتحدى الظلام، كدعوة لنا لنسترجع معناه الحقيقي. ميلاد الطفل يسوع ليس مجرد ذكرى عابرة؛ إنه رسالة أمل وُلدت في أبسط الظروف، في مذود متواضع وسط عالم مليء بالظلم والقسوة. آنذاك، كما اليوم، كان الناس يعانون الفقر والإضطهاد، لكن هذا الطفل جاء ليقول لنا إن النور قادر على أن يبدد الظلام، وإن المحبة يمكن أن تضيء حتى القلوب المثقلة بالحزن

عيد الميلاد ليس إحتفالات أو زخارف مؤقتة؛ إنه رمز للسلام الذي يبدأ من داخلنا. إنه يدعونا لنزرع بذور المحبة والتسامح في حياتنا اليومية، في تعاملاتنا مع الآخرين، في مساعدة المحتاج، وفي مد يد العون للضعفاء. هذا السلام لا يُفرض بالقوة، بل ينبع من الرحمة والتعاطف

لكن، ونحن نستعد لهذا العيد، يجب أن نسأل أنفسنا: هل إنشغلنا بالمظاهر ونسينا صاحب العيد؟ هل أضعنا رسالته وسط ضجيج الإحتفالات والبهرجة؟ العيد هو تذكير بقيمة التواضع. هو دعوة لنتذكر الإنسان في كل محتاج وفقير، ولنسعى لعيش القيم التي جاء بها  يسوع المسيح: الحب، العطاء، والغفران

فلنعد إلى معنى العيد الحقيقي، ولنجعل من هذا الميلاد فرصة لتجديد الأمل في قلوبنا. ليكن العيد نورا يضيء حياتنا، ورسالة سلام تتردد في كل مكان. في عالم مليء بالصراعات، يظل ميلاد الطفل يسوع رمزا خالدا بأن الخير والمحبة يمكن أن ينتصرا دائما

رسالة عيد الميلاد
عيد الميلاد ليس مجرد مناسبة؛ إنه دعوة للعودة إلى الجوهر. في كل زينة تعلق، وفي كل هدية تُهدى، وفي كل صلاة تُرفع، لنذكر أن المعنى الأعمق لهذا العيد هو الحب والسلام. فلنكن، كلٌ في مكانه، أداة لنشر هذا النور في عالمنا

                       عيد ميلاد مجيد