ولأن عيد الأب يصادف في 19 يونيو/ حزيران لذا أعترف لك يا أبي ماذا كان شعوري نحوك وأنا صغير
كنت أضع نظاراتك الطبية خلسة على عيني فأشعر بالعظمة
كنت أرتدي قميصك من وقت لآخر فكنت أشعر بالوقار
كنت أجلس وراء مقود سيارتك وهي متوقفة وأحلم بأنني أنت
كنت أتلمس غليونك وأضعه بين أسناني فأشعر بقوتك
كنت أقلد مشيتك.. أقلد صوتك.. فأشعر بمحبتك تملأ المنزل
كنت أحمل الجريدة كما كنت تحملها.. وأجلس صباحاً أمام كوب الحليب فأشعر بأن جسر البيت يدعى أبي
كنت أتمنى أن أبقى مريضاً كي تأتي كل ليلة لتتلمس بيدك حرارة جبيني
كنت أتمنى أن تبقى يدي الصغيرة بيدك وأنت تجتاز بي الطرقات خشية من تعثري
كنت أركض عند إنتهاء اليوم الدراسي لأرتمي بين ذراعيك وأنت تنتظرني على بوابة المدرسة مشرعاً يديك
كانت طلباتي لا تنتهي وانا أتدلل عليك وأنت تقول لي تكرم عينك
كنت أشتم رائحة أبي في ملابسي بعدما يضمني على صدره كانت أجمل العطور
أعترف لك يا أبي مرة سألت أمي من يحبني أكثر أنت ام أبي فقالت لي: الأم تحب من كل قلبها، أمّا الآب يحب بكل قوته
نعم أعترف ايضاً واناً صغير كنت البس حذائك فأشعر بصغر قدمي.. وبعد رحيلك كم أصبحت صغيراً يا أبي..
صغيراً.. صغيراً.. فالعالم كله لا يستحق حذاء أب
فكل عيد أب وجميع الآباء بخير.. واذا كان لديك أيها القارئ او أيتها القارئة والد على قيد الحياة فقبلوا له يديه بالنيابة عني..رحم الله الآباء اللذين يتشفعون بنا من السماء