… صدقيني يا أمي بأني في عيدك أعيش المرارة..
… صدقيني يا أمي بأني في عيدك أعيش العذاب..
… فأنا اليوم سجين الكورونا التي أبعدتني عنك..
ممنوع لمس من نحبه.. ممنوع مصافحته.. ممنوع إحتضانه.. ممنوع الإقتراب منه.. والابتعاد ثلاثة أمتار عن من نحبه..
الهذه الدرجة هذا الفيروس بلا قلب كي يحرم قلبين من التلاقي…
لم أكن أتصور يوماً بأن شيئاً ما سيمنعني من رؤيتك وتقبيل يديك يا أمي..
لم أكن أتصور يوماً ان يمر عيد الأم والوح لك من بعيد بيدي دون تقبيلك..
إنه أقسى عذاب يا أمي وأقسى مرارة أن لا يستطيع الإنسان من إحتضان أمه، وإحتضان من أعطته الحياة..
في عيدك يا أمي صدقيني كأنني أحمل بيدي كأس المر..
لذا كان لا بد أن أرسل هذه الرسالة الى فيروس الكورونا والتي تقول:
أخبريني يا كورونا هل لديك أم… يقولون لنا الأطباء إنك من عائلة سارس او إيبولا وطالما انت لديك عائلة إذن لديك أم..
أخبريني يا كورونا هل أنت بلا عاطفة ولا حنية.. ولا تعيشين الشوق والإشيتاق لوالدتك..
من أنت.. هل قلبك من حجر تتنقلين من إنسان الى آخر، من إبن الى أم الى الوالد لتقضي عليهم، هل مهنتك هي الموت فقط الا تزاولين مهنة أخرى.
ما قصتك يا كورونا هل تنعمين بالإقامة في الحنجرة والرئة.. هل تنعمين برؤية المرضى والجثث وتطربين على أصوات أنين المصابين.
سأخبرك بأمر ما يا كورونا.. العالم كله ينتظرعيد الأم ليقول لها انا أحبك يا أمي، كل إبن يحمل وراء ظهره وردة ليقدمها الى والدته؟
رجاء يا كورونا فنحن نعترف بقوتك وجبروتك.. ونعترف ايضاً بأنك حتى الآن أنت المنتصرة ولكن المنتصر دائماً يمنح العفو للسجناء… لذا إمنحينا يوماً واحداً نستطيع فيه تقبيل أقدام أمهاتنا لأن الجنة تحت أقدامهن.
ومن بعيد لبعيد يا أمي أقبل قدميك.. ومن بعيد أقول لك كل عيد أم.. وأنت أمي.