يا اهلا بشهر ابريل الذي يحمل عيد الكذابين او عيد الكذب فهذا اول عيد يوحّد العالم باسره ، يوحّد جميع الطوائف وجميع المعتقدات .. انه يوحّد جميع الاحزاب يوحّد الزعماء والسياسيين، يوحّد الحكام والرؤساء، يوحّد قرارات الامم المتحدة ،يوحّد العلاقات بين الدول، يوحّد قرارات جامعة الدول العربية، يوحّد الوعود باعادة الاراضي المغتصبة، يوحّد محبة زعماء العرب فيما بينهم.

… انه ملح العالم.

يا اهلا باول نيسان يوم الحقيقة، مع انه عيد الكذابين ولكنه يوم الحقيقة، لأننا لم نعرف او نتعرف او تعرفنا على الحقيقة في حياتنا ،ولكن في اول نيسان ندرك الحقيقة  وهي : اننا كذابين .. نكذب على بعضنا البعض، من المدير الى الموظف، من الزوج الى الزوجة ،من الصديق الى صديقه او صديقته، ومن الخطيب الى خطيبته .

 … انه يوم الحقيقة لأنه عيد الكذابين.

من منا يعيش الحقيقة .. الحقيقة في شعوره نحو الآخر، ربما يكون ذئبا بشكل حمل .. من منا يعيش الحقيقة فليرفع اصبعه ويعلن اسمه كي نرسمه قديسا

وطوباويا..

من منا يعيش الحقيقة؟ من يتجرأ ان يبوح بما يخبىء للآخر من حسد وغيرة واذية وثرثرة واتهامات باطلة فلا الصناعي يعيش الحقيقة ولا التاجر، ولا اصحاب رؤوس الاموال ولا العدالة ولا القانون الذي يختبئ احيانا وراء القانون باسم العدالة الكاذبة ..

… انه يوم الحقيقة لأنه عيد الكذابين.

من منا لم يسأل نفسه ما علاقة نشرة الاخبار بعيد الكذابين؟ وما علاقة الوطنية .. والاخلاق والاخلاص والانتماء للوطن والسمسرة والرشوة بعيد الكذابين؟..

من منا لم يسأل نفسه عن ساعات اليد الباهظة الثمن التي يحملها ابناء الجالية العربية ولا يتقيدون بالمواعيد؟! ..

من منا يتكل على ضميره، وهل يعمل هذا الضمير او عاطل عن العمل او انه متواجد فقط في ضمير متصل او ضمير مستتر في كتاب القواعد العربية؟! .

… انه يوم الحقيقة لأنه عيد الكذابين في العالم.

نصف العالم يكذب على النصف الثاني .. ليعود النصف الثاني ويكذب على النصف الاول .. حقيقة الكرة الارضية في دوران .

وهل سألت نفسك لماذا التعرف على وجوه جديدة ؟ طالما الاصدقاء الذين نعرفهم كل يوم بوجه جديد.

لا تستغرب اذا وجدت الاصدقاء في الشوارع او تحت الطاولات فهناك فئة كبيرة تبحث عن وجهها الثاني  الذي سقط سهوا عن وجهها الحقيقي.

اين الفعاليات والجمعيات والمؤسسات الدولية؟ لماذا لا تطالب منظمة الامم المتحدة باعلان اول نيسان يوم الكذابين عيداً رسمياً تعطل فيه جميع المؤسسات والمدارس وتكون عطلة رسمية؟.

… انه يوم الحقيقة لأنه عيد الكذابين في العالم.

لو ان الكذب مادة للامتحانات الرسمية لنجح جميع البشر بشهادة دكتوراه.

لو ان استوديوهات هوليوود تفتح المجال لكل من له موهبة بالتمثيل وبالكذب  لانضم اليهم 6 مليارات نسمة ..

في الماضي كان شفيع السياسيين الكذب،اما اليوم فأصبح شفيع العالم ..مسكينة الحقيقة فقد تم اغتيالها وما قام احد بالصلاة عن نفسها .. فالعالم اليوم يحيي ذكرى الكذب والكذابين في اول نيسان من كل سنة .. اما الحقيقة فقد دفنت ووضع على رأسها حجر ايضا .ولم يبقَ لنا الا قول الحقيقة بأن اول نيسان هو عيدنا وعيد كل من يمشي على الكرة الارضية .. فنحن نعيش الكذب على مدار السنة ،نرضع الكذب منذ طفولتنا يعيش معنا في ليلنا ونهارنا مع الترويقة والغذاء والعشاء .. الا يستحق ان يكون له يوماً بالسنة نكرم به انفسنا لأننا نحن اصبحنا كذبة.. والكذبة اصبحت ملح العالم ونحن من هذا الملح الفاسد .