تمثال الحرية في نيويورك اصبح ايقونة دولية للحرية والرمز الاكثر شهرة للديمقراطية في العالم . منذ 130 سنة اي في عام 1886 قرر الشعب الفرنسي تقديم هدية تقديرا للصداقة التي نشأت خلال الثورة الاميركية مع الدولة الفرنسية، لذا كان هذا التمثال الجميل الذي يبلغ طوله 93 مترا والذي صنع في فرنسا عام 1884 ثم جرى تفكيكه وشحنه الى نيويورك حيث تم اعادة تجميعه في 28 تشرين الاول (اكتوبر)

نشأت الفكرة الاصلية للتمثال عندما رغب “ادوار دو لابولاي” استاذ الحقوق والكاتب الفرنسي ان يعزز الروابط بين الولايات المتحدة وفرنسا بنصب تذكاري يكرس المُثل العليا المشتركة في الحرية والاستقلال

عهد الى الفنان “فريدريك اوغست بارتولدي” الذي كان معروفا بالاعمال الكبيرة لكي يصمم التمثال.  فسافر “بارتولدي” الى الولايات المتحدة للبحث عن موقع لاقامة التمثال التذكاري واختار جزيرة صغيرة في ميناء نيويورك تسمى جزيرة بدلو اعيدت تسميتها جزيرة الحرية او ليبرتي ايلاند في العام 1956

ولكن السؤال من سيتحمل تكاليف التمثال ؟ فقد تم الاتفاق على ان يبني الشعب الاميركي قاعدة التمثال بينما يتحمل الشعب الفرنسي مسؤولية صنع التمثال في فرنسا وجاءت الاموال من حكومات المدن الفرنسية ومن بيع تماثيل مصغرة  ومساهمات من اطفال المدارس الفرنسيين وغيرهم، وتم جمع حوالي مليوني فرنك فرنسي (حوالي 400 الف دولار اميركي حسب سعر صرف العملات في ذلك الوقت)

ولكن عملية جمع الاموال كانت اكثر صعوبة في الولايات المتحدة فتدخل ناشر الصحف “جوزف بيوليتزر” واطلق حملة لجمع التبرعات مستخدما في ذلك صحيفته “نيويورك وورلد”، ثم نشر اسماء جميع المتبرعين حتى اسماء تلامذة المدارس الذين تبرعوا بسنتات . فقد جذبت الحملة اكثر من 120 الف مساهمة ومعظمها كانت اقل من دولار واحد وهكذا تمكن الاميركيون من المساهمة بحوالي 250 الف دولار لاقامة قاعدة التمثال

شكل بارتولدي التمثال الذي كان اسمه الكامل “الحرية تنير العالم” من النحاس، وبنى المهندس الفرنسي “غوستاف ايفل” (مصمم برج ايفل) هيكلا للتمثال بارتفاع 93 مترا من قاعدته حتى طرف الشعلة ويبلغ ارتفاعه من القدمين الى اعلى الراس 34 مترا . وفي عام 1986 وبمناسبة الاحتفال بعيد المئة تمت تغطية الشعلة بصفائح رقيقة من الذهب عيار 24 قيراطا هدية بمرور مئة سنة

هذه لمحة عن تمثال الحرية الذي ساهم في صناعته وانشائه تلامذة من فرنسا خلال تبرعهم بفرنك واحد  وخلال تبرع تلامذة اميركيين بربع دولار او اقل. والفضل الكبير للصحافة التي ساهمت من خلال مقالاتها ونشر اسماء المتبرعين في صحيفة “نيويورك وورلد” لحث الاميركيين على التبرع لينتصب تمثال الحرية

اما تعليق الليبانون تايمزفهو كالتالي:  يا رب اجعل عيون تمثال الحرية على الشرق ..لا ان تكون شعلة التمثال للشرق .. وعلى الشرق