فليكن موضوع الغلاف .. فكان .. فقد كُتِبَ .. وحُرِرَ  وأُرسل الى المطبعة .. لينشر في الصفحات الأولى كضيف شرف لأسم موضوع الغلاف .

قدمان تتحديان أربعة .. نعم قدمان تراهنان على أربعة في سباق الخيل .. قدمان تراهنان على أربعة في سباق الكلاب.. وفي الصين قدمان تراهنان على سباق السلاحف ..حتى أن بعض القدمين في احدى  الدول اصبحت تراهن على سباق الحشرات الزاحفة ….!

وفي اسبانيا قدمان تراهنان على قتل أربعة أقدام في مصارعة الثيران .. ولكن قبل قتله تراقصانه ببيادر من اللون الأحمر .. ثم تعذبه بغرز السهام في جسده الى أن تغرز في النهاية السيف في قلبه .. والحضور يهللون صارخين ويرمي قبعاته في الجو فرحاً على موت أربعة أقدام على يد قدمين .

هذه بعض أفعال القدمين في تعذيب كائن ذو أربع أقدام لا يعرف ان يقول اخ.. ولا يعرف ان يقول موجوع او الرحمة يا بشر !.

وبعد هذه الجولة لا بد من  التوقف أمام رياضة ال Rodeo حيث يتبارى الفرسان في ركوب الخيل البرية، وركوب الثيران الشرسة، ومطاردة حيوان العجل بالحبال والامساك به بأسرع وقت ممكن وأن لا تتعدى الثواني القليلة .

رجال نساء يحاولون امتطاء ظهور الخيل البرية والثور الشرس وتلك الحيوانات ترفضهم وترفسهم  وتقفز بالأعالي وأحيانا تدوسهم بأقدامها وترسل البعض الى المستشفيات .. وربما تسبب للبعض الاعاقة الجسدية الدائمة واذا كان الفارس سيء الحظ ربما ترسله الى الأبدية .

المهم قدمان تتحديان اربعة ..في رياضة الروديو ….

ولكن في العالم المتحضر الذي يطلق على نفسه العالم  الانساني فهناك قدمان تتحديان قدمين ! لذا تجد دول لم يعد فيها قدمان تمشي على الطريق، لأن المسؤولين

قضوا على الشعب ولم يبقى فيه الا أقدام المسؤولين والحكام !

وبعض الدول من كثرة الضرائب الملقاة على أكتاف الشعوب تجد بأن الشعب لم يعد يستطيع الوقوف على

قدميه !

وبعض المسؤولين الذين سرقوا ونهبوا أموال الشعب والخزينة وافلسوا الوطن تجد بأن الشعب من جوعه لم يعد يستطيع المشي على قدمين .

والغريب بالأمر بأن الانسان عندما يشبع يبدأ باللبيط اي يرفس يميناً ويساراً تماماً كالخيول البرية في الروديو ..

والغريب والمستغرب بأن الحيوان البري يرفض أيّاً  الجلوس على ظهره.. عكس بعض الشعوب التي لديها قدمين وتحملان قدمي المسؤولين على أكتافها  وعلى ظهرها.

والغريب والأكثراستغراباً بأن الانسان الذي يملك قدمين يتحدى شقيقه الانسان الذي يملك مثله قدمين،  حتى الموت يتحداه بالطائفية .. يتحداه بالسياسة .. يتحداه بالمعتقدات والأحزاب .. يتحداه بطرده من أراضه.

والان الى تاريخ رياضة الروديو كيف أبصرت النور  ومن هي الدول التي تمنع اقامتها على أراضيها عملا بقوانين الرفق بالحيوان ؟.

تطورت رياضة الروديو من خلال أنشطة عديدة كان يقوم بها رعاة البقر ومربو الماشية في اواخر القرن التاسع عشر ميلادي . فعلى سبيل المثال كان رعاة البقر يلتقون معاً بعد أخذ ماشيتهم للمرعى او بعد جمعها ويتسابقون في اظهار مهاراتهم في ركوب الخيل الجامحة وفي ربط العجول البرية .

وقد اقيمت أول مباراة رسمية للروديو وفرض فيها رسم للدخول لمشاهدتها في “بريسكوت بولاية أريزونا عام 1888”. وتأسست أول رابطة لرياضة الروديو عام 1936 ويرعى رياضة الروديو في الولايات المتحدة حاليا عدة جمعيات وهم :

جمعية رياضة الروديو الاحترافية لرعاة البقر، جمعية رياضة الروديو للفتيات،وجمعية رياضة الروديو الدولية . كما يشرف على رياضة الروديو الخاصة بالشباب كل من :

رابطة السراويل القصيرة، جمعية رياضة الروديو للمدارس العليا الوطنية، وجمعية رياضة الروديو بين الكليات الوطنية .

أمّا على المستوى العالمي ،فالدول التي منعت اقامتها على أراضيها ويحظر ممارسة تلك الرياضة هي : انكلترا وهولندا ،وتضع اكثرية الدول الاوروبية قيودا على ممارستها تحت طائلة القانون .

وهكذا نضع نقطة على السطر وننهي موضوع الغلاف بالتعليق التالي : قدمان تتحديان أربعة .. وتتحدى أحيانا القوانين والدساتير وحقوق الانسان .. وتدوس على القيم وتسحق بقدميها الورود والزهور .. متى القدمان تحملان الانسانية بدلاً من الانسان!

وحتى تتحقق امانينا… ستبقى قدمان تتحديان الاربعة  وتتحدى ايضا كل من له قدمين فنحن من ورثة قايين  وهذه الورثة أصبحت لعنة .. وهذه اللعنة جعلنا منها خبزنا اليومي !.