وفي القرن السابع عشر بدأت هجرة الأوروبيين الى القارة الأميركية ولكن نجاة الواصلين الى ولاية ماساتشوستس جاءت على يد إثنين من الهنود الحمر وهما “ساموسيت وسكوانتو” اللذان شرعا في تعليمهم طريقة صيد الطيور والحيوانات وزراعة الذرة

لذلك قررالواصلون الأوائل الإحتفال بالنعمة وشكر الله على نجاتهم وأقاموا عشاء ووجهوا دعوة الى الهنود الحمر والقبائل التي ينتمون اليها وأطلقوا عليها تسمية عشاء الشكر. وفي عام 1863 أعلنه الرئيس ابراهام لنكولن عيداً رسمياً للبلاد

وقد مضى على هذه الحادثة 321 سنة ولم نزل نشكر الله في عيد الشكر بإرساله إثنين هما “ساموسيت وسكوانتو” غريب لم نزل نشكرهم ولم ننكر جميلهم. وأغرب من الغريب.. التاريخ لم يزل يذكر اسماؤهما حتى في كتب المدارس يشكرون “ساموسيت وسكوانتو”

والإنسان في عصرنا الحالي مهما قدمت له.. وحتى اذا جعلت أصابعك شموع وأشعلتها له فهو بالكاد يذكرك

عيد الشكر يتناقل من جيل الى جيل وقصته بأن هنود علموا المهاجرين كيفية البقاء أحياء.. حلو الوفاء والإعتراف بفضل الآخرين

مهاجرين لولا إثنين من الهنود الحمر لكانو ماتوا جوعا.. وماتوا ايضاً من البرد القارس.. ولكن زمان الوفا لم يزل حافظاً المحبة لهما وتقديرهما على مساعدتهما

امّا اليوم فحدث ولا حرج.. لا شقيق يساعد شقيقه.. خاصة في جامعة الدول العربية.. أشقاء يتقاتلون من أجل الورثة وينسون لقمة الأهل.. زوجة تقاتل في المحاكم للحصول على أكبر كمية من التعويض.. وتنسى الأيام الحلوة التي قضتها مع زوجها.. شريك يتهم شريكه بالسرقة.. وينسى عهده له قبل الشراكة

أصدقاء طلبوا من صديق مساعدته.. ولما ساعدهم طعنوه في ظهره.. ولم يزل الأميركي يشكر إثنين من الهنود الحمر شو حلو الوفا..

عالم أصبح ناكر  قبل صياح الديك.. لا يعترف بالمعروف.. ولا يشكر من أوصله.. ومن أخذ بيده  ليصل الى شاطئ الأمان.. ومن رفعه الى القمة.. ومن سهل له الوصول؟

منذ القرن السابع عشر.. ولم تزل أميركا تذكر إثنين من الهنود وتشكر الله على نعمته بإرساله لهما لإنقاذ مجموعة من المهاجرين وصلوا الى القارة الأميركية.

إثنين من الهنود شرعا في تعليم المهاجرين الصيد.. والزراعة.. وكيفية معالجة الأمراض بالنبات. واليوم اذا علمت أحدهم.. ورميت عليه ثقتك.. وأدخلته بيتك او مكتبك فإنه يأخذ أسرارك ويتاجر بها.. ويطعن اليد التي إمتدت له ورسمت له طريق النجاح.. يبدو بأن المهاجرين القدماء يحفظون الجميل أكثر من أيامنا هذه

في النهاية شكراً للولايات المتحدة الأميركية التي تقدم على الأقل يوماً واحداً في السنة لتشكر فيه الله كي يبارك أرضها وشعبها.. وشكراً لها مرة ثانية لأنها جعلت منه عيداً رسمياً.. وشكراً مرة ثالثة على إحتفاظها بالجميل والعرفان والشكر لإثنين من الهنود الحمر..

هكذا يكون الوفاء.. في زمن نكران الجميل

.