في سنة 1872 تقدمت فتاة حائرة متسخة بالوحل من أحد رجال الشرطة في إحدى مناطق مدينة نيويورك وخاطبته بلغة أجنبية فحاول المارة تقديم المساعدة لها لكن الفتاة كانت تعاني من مرض فقدان الذاكرة . ولكن إحدى الجمعيات ساهمت في مساعدتها على إستعادة عافيتها وبعد التحقق من هويتها عرفوا بأنها أديل هوغو” إبنة أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية الأديب والشاعر الكبير “فيكتور هوغو” صاحب رواية البؤساء الذائعة الصيت

وقصة إبنته هذه حطمت قلب والدها.. فبينما كانت تشاطره منفاه في جزيرة “غيرنيزي” البريطانية في بحر المانش لمدة خمسة عشر عاماً خلال حكم نابليون الثالث من عام 1855 حتى عام 1870 لتمرده على الأوضاع القائمة في فرنسا هامت بحب شاب تافه أحبته حباً جنونياً وهو بريطاني يدعى” الفريد بنسن” الملازم في الجيش البريطاني وقد تبعته عبر المحيط الأطلسي الى “نوفا سكوشيا” حيث نقلت كتيبته العسكرية فإستغلها أبشع إستغلال وعاش عالة عليها ينفق من مالها طوال سنوات. الى أن هجرها وتركها بدون معيل أو مال في نيويورك

فأعيدت “أديل هوغو” منكسرة وفي حالة مزرية الى فرنسا وقد أهلكها الذل واليأس وقوة الصدمة التي تلقتها من أحب الناس الى قلبها

لذا نذرت الصمت المطبق.. فحاول والدها “فيكتور هوغو” ثنيها عن عزمها وعودتها عن نذرها لكنه فشل في ذلك

وطيلة ثلاثة وأربعين سنة من 1872 الى حين وفاتها سنة 1915 لم تتلفظ هذه الفتاة البائسة بكلمة واحدة ضاربة بذلك الرقم القياسي في أطول صمت فرض فرضاً ذاتياً عرفه التاريخ البشري