يا عمي ماذا يجري في لبنان؟ وما هي الطريقة لإنتخاب رئيس جمهورية في سدة الرئاسة طالما لا أحد يتكلم مع أحد.. وكل أحد يدّعي بأنه عنتر.. وكل أحد يقول أنا أو لا أحد.. فكل أحد لديه مرشح للرئاسة مختلف عن أحد.. وكل نائب لديه ورقة.. وكل ورقة تختلف عن الورقة الأخرى.. ولا ورقة تلتقي مع الأخرى .. أوراق بيضاء ولكنها تعبر عن ميولها.. فهناك أوراق بيضاء تعبر عن إيران.. وهناك أوراق بيضاء تؤيد سوريا.. وهناك أوراق بيضاء تعبر عن جبهة الممانعة.. وأوراق تعبر عن السيادة اللبنانية.. وهناك أوراق تعبر عن أمل.. وأوراق بيضاء تعبر عن التغيريين ولا شيء يتبدل أو يتغير ! والسؤال يبقى من يجمع من؟ ومن يجتمع مع من؟ طالما لا أحد يتكلم مع أحد.. ولا أحد يجتمع مع أحد.. ولا أحد يقيم حوار مع أحد؟

ولا أحد يتفق على أحد مع أحد.. ولا أحد مع أحد يتكلم مع أحد؟ وكيف نبني الوطن.. وكيف نتفق على رئيس جمهورية لوطن.. ينزف.. وينزف.. وينزف.. حتى آخر لحظة من حياته.. ولا أحد يقدم له أو يتبرع له بليتر او نصف ليتر من دماءه ليبقى حياً.. أو يتبرع له بقبلة الحياة التي تعطى لغريق

والوطن يغرق.. ويغرق.. والمسؤولين يغرقون بشبر ماء.. لا يعرفون السباحة ولا يعرفون كيف يأخذون الوطن الى شاطىء الأمان؟. خبرونا كيف؟

إيه.. كيف؟ خبرونا كيف نتفق على إنتخاب رئيس جمهورية ولا أحد يتكلم مع أحد.. حركة أمل لا تتكلم مع التيار الوطني الحر.. حزب الكتائب لا يحاور حزب المردة التابع لسليمان فرنجية.. القوات اللبنانية لا تتكلم مع حزب الله.. الطائفة السنية أي المستقبل لا تفاوض التيار الوطني الحر ولا جبهة الممانعة.. التغييرين لا يتفقوا مع القوات اللبنانية ولا مع الكتائب ولا مع الحزب القومي .. طيب خبرونا كيف سننتخب رئيساً للبلاد؟

هل ننتظر الغريب ليقيم لنا الصلحة.. هل ننتظر الغريب ليجمعنا مع بعضنا؟ وهل ننتظر الغريب ليجمع الرؤوس مع بعضها البعض حتى لو كان بينهم من يحمل رأس بطيخ مثلاً؟

هل ننتظر دولة غريبة لتوحد كلمتنا.. وتوحدنا حول إسم الرئيس؟ وتوحد أوراقنا في صندوق الإقتراع؟

طيب نحن كشعب جئنا بهذا الطاقم السياسي الى مجلس النواب على أساس أن يساهم في حل الأمور الإجتماعية وتسهيل حياة المواطن اللبناني لا لتعقيد أمورنا! حملنا البعض على أكتافنا لإيصاله إيماناً منا بأنه المنقذ لنا في المجلس النيابي الجديد.. لنتفاجئ بأنه يقبض راتبه الذي يفوق العشرة الاف دولار شهريا من أجل أن يسقط ورقة بيضاء في صندق الإقتراع لإنتخاب رئيساً للجمهورية.. طيب خبرونا كيف نعيش ونستمر؟

أنتم سنكف.. سنكف.. لا أحد يتكلم مع الآخر.. سنكف ومسنكفين بعضكم البعض.. طيب الدواء ما هو ذنبه.. الإستشفاء.. التعليم.. رغيف الخبز.. الغلاء.. سعر صرف الدولار الذي وصل الى فوق الأربعين الفاً ويقيم جناز الأربعين لليرة اللبنانية.. الطرقات التي تغرق كلما عصفت الرياح والأمطار.. الكهرباء.. المحروقات .. الأمن المتدهور.. خبرونا كيف نعيش ونستمر.. طيب هل هناك أمل من أن ينطق زكريا.. أم  أن زكريا ينتظر اليصابات؟

 طيب هل هناك أمل في زوال مفعول لسعة ذبابة “تسي تسي”.. طيب أهل الكهف متى يستيقظون؟. طيب ما هذا الطقم السياسي المخدر.. الم يحن بعد الوقت كي يستفيق

لمن أشكو أمري.. للأمم المتحدة أم لشرعة حقوق الإنسان الذي وضع بنودها اللبناني الدكتور شارل مالك.. أم أشكو أمري لجمعية الرفق بالحيوان.. لمن أشكو أمري. أنا إبنة الحضارة التي تعود الى سبعة آلاف سنة.. ومن شواطئنا صدرنا الحرف الى العالم.. أصبحت أقف على مكبات النفايات بحثاً عن الطعام وأغنى أغنياء العالم يعيشون في لبنان! أيها الشعب اللبناني دعني أنحني أمامك وأقبل جبينك

لأنك لم تزل شامخاً أمام هذا الطاقم السياسي الذي وصل شخيره الى كافة بقاع الأرض