الليبانون تايمز تستقبل العام الجديد بإصدارها الأول لعام 2025، حاملةً على غلافها صورة الكرة الأرضية بين اليدين، تتوسطها حمامة السلام وغصن الزيتون، كرمز للأمل في مستقبل يعمّه السلام. نأمل أن تكون السنة القادمة بداية لعالم جديد يعيش في سلام وإستقرار
بين تطلعات السلام وواقع الصراعات
مع بداية العام الجديد، يقف العالم منهكا من الحروب والنزاعات التي أرهقته على مدى عقود. اليوم العالمي للسلام، الذي يُحتفل به في الأول من يناير من كل عام، ليس مجرد تذكيرٍ بأهمية السلام، بل هو دعوة للتأمل العميق في حال البشرية. في ظل صراعات تمتد من الشرق الأوسط إلى روسيا وأوكرانيا، نتساءل: هل يمكن أن تكون 2025 نقطة تحول؟ هل نستعيد إنسانيتنا التي ضاعت وسط صخب الحروب؟
الإنسان بين الخراب والبناء
عبر التاريخ، أظهر الإنسان قدرته العظيمة على البناء والإبداع، لكنه في الوقت نفسه أثبت ميلا نحو الخراب والدمار. اليوم، تواجهنا حقائق مُرعبة: ملايين اللاجئين، آلاف القتلى، ومدن تحولت إلى أطلال. أين ذهبت قيم التسامح والرحمة التي كانت جوهر البشرية؟ هذه الأرقام والوقائع تؤكد أن الحاجة إلى السلام ليست مجرد إختيار، بل هي ضرورة لبقاء الإنسان
حلم 2025: عام الإعمار والسلام
نحلم بعام جديد يحمل معه بشائر السلام. عامًا تنتهي فيه الحروب، وتلتئم الجراح، ويعود الإنسان إلى رشده. نتطلع إلى 2025 كي تكون رمزا للتغيير، عامًا تُطوى فيه صفحات النزاع، ويُعاد فيه بناء جسور الثقة بين الأمم والشعوب، فتسود قيم التسامح والمصالحة
نماذج ملهمة: دروس من التاريخ
في أرجاء العالم، تتجلى قصص ملهمة عن إرادة السلام، تُظهر أن تحقيقه ممكن حتى في أحلك الظروف. رواندا، التي نهضت من كارثة الإبادة الجماعية، وكولومبيا، التي نجحت في جهود المصالحة بعد عقود من النزاع، هما مثالان حيّان على أن الإرادة الصادقة يمكنها تحقيق المستحيل. وعلى الرغم من أن هاتين التجربتين تُعدان من أبرز نماذج السلام عالميًا، إلا أن هناك مبادرات أخرى لا تقل إلهامًا، مثل إيرلندا الشمالية، البوسنة والهرسك، حيث إجتمعت الإرادة السياسية مع التعاون المجتمعي لتحقيق السلام . تلك النماذج تدعونا للتفكير: لماذا لا يكون السلام هو الخيار الأول دائمًا؟
رسالة إلى البشرية
الى كل قائد ومسؤول، والى كل إنسان يعيش على هذه الأرض: السلام يبدأ من الداخل. لنُلقِ اللوم جانبًا، ولنبادر بالتغيير. فلنزرع قيم التسامح في قلوبنا ولنترك خلفنا الكراهية والخوف. العالم بحاجة ماسة لأن يستعيد إنسانيته التي أرهقت وسط الحروب والنزاعات
دعوة للتأمل والعمل
في هذا اليوم العالمي للسلام، دعونا نتأمل ونعمل. لنسأل أنفسنا: ماذا يمكننا أن نفعل لجعل العالم مكانا أفضل؟ ربما تكون الإجابة بسيطة: أن نعيش بقيم الرحمة والمحبة، وأن نجعل السلام أساس أفعالنا. السلام ليس كلمة تقال، بل فعل يتطلب التزامًا صادقا وعملا مشتركا
ختام يحمل الأمل
عام 2025 يمكن أن يكون البداية التي نحتاجها. بداية يعود فيها الإنسان إلى جوهر إنسانيته، ويُعيد بناء ما دُمر، ويرسم ملامح مستقبل مشرق. لنجعل من هذا العام عاما للسلام والإعمار، عامًا تُغرس فيه بذور المحبة بين الشعوب. فالسَّلام ليس غياب الحروب فحسب، بل هو حضور العدالة والتفاهم والمودة، لأنه ببساطة: السلام هو نبض الحياة