رسالة الى نبيل 

مرّت سنة يا نبيل… سنة كاملة وأنا أستند على ظلك لأكمل الطريق، أبحث عنك في تفاصيل الحياة، في المواعيد التي كنا نحب أن نخطط لها، في الأحاديث التي كنت وحدك من يفهم معناها، في اللحظات التي كنت أنت معناها

سنة مضت، لكنها لم تطفئ حضورك
أنت لم ترحل عني
أنت هنا، في كل ما أفعل، في كل قرار أتخذه، في كل حلم نزرعه ويكبر في قلبي رغم الغياب

كنا نحلم أن نكتب كتابا سميناه نصف العمر
لأننا آمنا أن الحب الحقيقي لا يقاس بالأيام، بل بالأثر… وأن الشراكة ليست عقدا، بل عهد
كنا نريد أن نروي كيف بدأنا الطريق، وكيف مشينا معا، وكيف كان كل شيء بسيطا، لكنه عميق… بعمق نظراتك، وصوتك، وإيمانك بي

واليوم، أكمل وحدي نصف العمر المتبقي
لكنني لا أمشي وحدي، أمشي على خطاك، وبالوصايا التي همست بها لي، أكتب رسائلك التي لم تكتمل، وأحمل رسالتك في قلبي

أمضي، لا لأنسى، بل لأكون أنت
في كل ما بنيته، في كل من عرفك، في كل من أحبك، في كل خطوة جديدة نكملها معا، حتى وإن كنت في عالم لا تراه العيون، لكن ترقبه الروح

يا نبيل، أعدك أن أحافظ على الأمانة التي تركتها في يدي، أن أحمل رسالتنا كما حملناها سويا،
أن أروي للناس عنك، لا لأنك غبت، بل لأنك ما زلت هنا، في قلبي، وفي المجلة، وفي الحلم الذي لم ولن ينطفئ

عامٌ على الغياب…
لكنني أراك كل يوم، وأشعر بك في كل إنجاز جديد، وأتذكرك في كل لحظة قرار، وكل فجر أبدأه مستعينة بالله وبك.

ولك وحدك، يا نبيل
أُهدي أول سطر من الكتاب الذي حلمنا به
كتاب نصف العمر،
الذي بدأتُ كتابته كما وعدت، بقلم يحمل دمعتنا، ويكتب بنبض قلبينا

في الذكرى الأولى لرحيل توأم الروح… أكتب لك، يا نبيل، لأقول إن الغياب لم يطفئ حضورك، وإن كل ما فيّ اليوم هو امتداد لما بنيناه معا خطوة بخطوة

ولك وحدك يا نبيل، أهدي هذا العدد… وكل ما سيأتي بعده