وإستقلال.. ولكن ما هور دور فنجان الشاي الذي لعبه هذا المشروب في إستقلال القوة الأعظم في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية عن بريطانيا

فرضت بريطانيا ضرائب على مستعمراتها في أميركا، وذلك حين أصدر البرلمان البريطاني قانون زيادة ضريبة على الشاي عام 1773

لذا قام سكان المستعمرات الأميركية في مقاطعة الشاي البريطاني، وأصبحت النفوس مشحونة بالغضب، وحينما رست ثلاثة سفن في بوسطن تقدم اليها 50 ناشطاً في “هنود الموهوك” وصعدوا على متن تلك السفن وأفرغوا ما فيها من الشاي في مياه المرفأ وعرفت الحادثة “بحفل شاي بوسطن”

وتصاعدت الأمور وكانت تلك الحادثة التي أشعلت حرب الإستقلال التي هُزم فيها البريطانيون في “يورك تاون”

وخلال تلك الحرب كتب “فرانسيس سكوت” قصيدته الشهيرة “راية تزينها النجوم” والتي أصبحت النشيد الوطني الأميركي

بإختصار هكذا نالت الولايات المتحدة الأميركية إستقلالها رسمياً عن بريطانيا العظمى، وأعلنت عبر وثيقة في الرابع من شهر تموز اي يوليو من عام 1776 بناء لشرارة إنطلقت من فنجان شاي

الموضوع لم ينتهي بعد فنجان الشاي الذي أشعل حربا.. فنجان شاي أدى الى الإستقلال.. فنجان شاي رفع صوت الشعب الى مركز القرار.. لذا سيكون موضعنا اليوم يحمل العنوان التالي

بين فنجان شاي ولقمة العيش

فنجان شاي أثار غضب الشعب وأسس دولة العدالة والحرية في العالم.. ونحن في لبنان لم يحركنا حتى الآن لا فنجان شاي.. ولا فنجان قهوة

الأموال محجوزة في المصارف.. والخلاف مع المصرف المركزي.. وعلناً يتقاسمون أموال الشعب.. والشعب أصبح متسولاً على أبواب المصارف.. يتفرج على الفيول المغشوش والفاسد.. يسمع بإعادة الأموال المنهوبة.. يتمنى ان يكون لديه جناحين كي يلحق بإرتفاع  سعر الدولار ويحلق معه

ترى الا يوجد لدينا فنجان شاي

التعينات حسب المحسوبيات.. توزيع الإعانات حسب المحسوبيات.. توزيع الأدوية حسب الواسطة.. الإستشفاء المجاني بناء لإتصال من الزعيم.. المتظاهر ممنوع عليه أن يرفع علم بلاده.. امّا المتظاهر الذي يحمل السلاح فأهلاً به.. المرفأ.. المطار.. الحدود كلها توحدها جملة واحدة: فوت خال الباب بلا غال

ترى الا يوجد لدينا فنجان شاي

بدلاً من إستخراج البترول أصبحنا في زراعة الحشيشة وبين الجمهورية القوية.. والعهد القوي  ولبنان القوي.. ورمي إسرائيل بالبحر.. أصبح المواطن هيكل عظمي والحكومة بدلاً من ان تسعى

لإيجاد حلول للديون قررت الإستدانة من الخارج لزيادة الدين فوق الدين

ترى الا يوجد لدينا فنجان شاي

طيب إذا كان الشاي مفقود.. الا يوجد لدينا فنجان يانسون.. او فنجان مردكوش.. يا أخي فنجان زلوع بيمشي الحال.. يا جماعة فنجان شاي فجر الإستقلال ونحن أرواحنا.. معيشتنا.. حياتنا جنى عمرنا.. خزينة  دولة بكاملها إختفت في لبنان.. غريب الأمر.. البعض لم يزل يصفق للمسؤولين ويرفعهم على الأكتاف

ترى الا يوجد لدينا فنجان شاي

شعب يحرق نفسه.. أب يحرق نفسه في مدرسة اولاده.. آخر يحرق نفسه من أجل لقمة العيش.. وثالث يحرق نفسه من أجل حبة دواء.. شعب يزول  والمسؤولين يمشون في جنازتهم.. شعب يقف على أبواب السفارات طالباً الهجرة والمسؤولين يودعون كل مغترب مع وصية:  الله يسهل ولا تنسوا ان ترسلوا أموالكم الى لبنان

ترى الا يوجد لدينا فنجان شاي

مسؤولين يبشروننا بالمجاعة ونفاذ المواد الغذائية بدلاً من ان يجدوا العلاج.. يبشروننا بالمرض.. مسؤولين بدلاً من ان يتضامنوا يشتمون بعضهم البعض.. يتعاركون.. ولا أحد يتكلم مع الآخر والوطن يغرق وكأننا نشاهد فيلم باخرة التايتانك.. وكل مسؤول يبحث عن بطانية ليختبئ تحتها

ترى الا يوجد لدينا فنجان شاي

والله أصبحنا نعالج الدولة على نفقة المواطن.. ندفع رواتب المسؤولين على نفقة المواطن.. والمرافقين والسائقين.. والحراس.. وموائد الغذاء والعشاء والسفر والاقامة بفنادق الخمسة نجوم.. على نفقة المواطن.. المصارف تدين الدولة على نفقة المواطن..

التهريب عبر الحدود.. الدفاع عن القضايا العربية.. والولاء للخارج كله على نفقة المواطن..  والصفعة دائما ترتفع.. وترتفع.. لتسقط على رقبة المواطن

يا ترى الا يوجد لدينا فنجان شاي

اخيراً أخشى ان نصبح الملعقة في فنجان الشاي يحركنا المسؤولون لتذويب السكر ليتذوقوا حلاوة الشاي.. وتبقى الملعقة في كعب الفنجان الفارغ

وبإنتظار فنجان يحتوي على كرامة شعب.  لا بد من توجيه تحية للشعب الأميركي في 4 يوليو الذي يصادف عيد الإستقلال مع رفع فناجين الشاي عالياً صارخين: كأس الكرامة…