عنوان الغلاف الصوم .. فنحن ما إن ننتهي من صوم الطوائف المسيحية الكاثوليكية حتى.. ندخل بصوم.. الطائفة الأرثوذكسية.. ومن ثم ندخل بصوم رمضان المبارك.. نحن شعب صائم.. والصوم لدينا دائم.. وكان الله بعون اللبنانيين في الوطن في زمن صوم الأرثوذكس وصوم رمضان من ناحية.. ومن ناحية أخرى وباء الكورونا.. وعملة خضراء ترتفع بلا سقف..

نعم نعيش صوم دائم عن الحلول المعيشية في الوطن.. صوم عن التفهم والتفاهم.. صوم عن العدالة.. صوم عن إسترجاع الأموال المنهوبة.. صوم عن تأمين حقوق المواطن وأمواله المحجوزة في المصارف.. صوم عن تبيان الحقيقة في إنفجار مرفأ بيروت.. صوم عن تأمين الكهرباء.. والمياه.. صوم عن التقديمات الإجتماعية.. فالمستشفيات أصبحت للأثرياء فقط امّا بقية الشعب فلهم الموت على الأبواب..

صوم عن الدواء.. صوم عن رغيف الخبز الذي يرتفع سعره يومياً.. صوم عن المحروقات.. صوم عن الضمان الإجتماعي.. وصوم عن منع التهريب عبر المعابر الغير شرعية.

نعم نحن في صوم دائم.. بفضل عدم وجود خطة لإنقاذ إقتصاد لبنان.. فكل فريق يرمي التهمة على الفريق الآخر.. ونحن في صوم دائم..

كل حزب يتهم الحزب الآخر بالإقتصاد المتردي.. ورئيس الحكومة مستقيل ولكنه مكلف في تصريف الأعمال وأصبح بين حانا ومانا ولا حول ولا قوة..

ونحن في صوم دائم.. صوم دائم ومستمر..

صوم عن الرجال الرجال.. أين هم اليوم .. هل إنقرضوا مع رحيل المير مجيد ارسلان وكمال جنبلاط ورياض الصلح وكميل شمعون وبيار الجميل وشارل مالك.. وغيرهم من أبطال الإستقلال.. أين هم الرجال الرجال أمثال بشير الجميل ورفيق الحريري.. لا شك بأننا في زمن الصوم الدائم.

أين المحبة.. أين التسامح والغفران.. والعيش المشترك.. أين حرية الرأي.. أين الأمان.. أين وطن الإنسان.. أين وطن جبران خليل جبران.. أين وطن شارل مالك.. أين حضارة وطن تعود الى ستة الاف سنة حضارة.. فنحن مع الأسف في صوم دائم.

سامحني يا الله فالشكوى لغيرك مذلة.. فكلما أشاهد أخبار لبنان عبر شاشات التلفزة.. وعندما أسمع بكاء مواطن وأشاهد دموع الأمهات.. وصرخات طلاب الجامعات الذين لم يعد بمقدورهم تسديد الأقساط.. وعندما أشاهد المتظاهرين يضربون ويخسرون أعينهم وعندما أشاهد بأن سيدة ما، ذهبت ضحية كيس حليب ومعركة حصلت داخل سوبرماركت من أجل كيلو عدس وقنينة زيت مدعوم.. ماذا أستطيع  أن أقول غير نحن في صوم دائم لأن المسؤولين في واد والشعب في وادي آخر.

اليوم نستقبل عيد الفصح للطائفة الكاثوليكية.. وندخل في الصوم الأرثوذكسي.. وقريباً صوم رمضان المبارك.. نتمنى ان نفطر جميعاً على رجال.. رجال  يصنعون وطن.. وينقذون الوطن.. فقد تعبنا من حلول الأطفال.. يارب لتكن هديتنا في عيد الفصح وفي عيد الفطر… وطن حقيقي يحتضن جميع ابناءه.