شكراً لمجيئكم.. فقد تحملتم المشقة والتعب ومتابعة الأرصاد الجوية حتى ظهرت لكم نجمة بيت لحم قائلةً.. اذا أردتم مشاهدة ملك الملوك تتبعوني

وفجأة إعتلوا ظهور الجمال والى الأمام سر.. بلباسهم المطرز والملون بألف لون ولون.. ولما لا فهم ايضاً ملوك.. ولكن على الأرض فقط

جلسوا على الجمال والمرافقين والحراس يمشون بقربهم وخلفهم والهدف متابعة النجم الى حيث يتوقف فوق “مغارة بيت لحم”

وأمام مغارة بيت لحم وقفوا مشدوهين  بسماع أصوات الملائكة التي ترنم قائلةً المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة

وعلى باب المغارة سجد المجوس الثلاثة وهم : كسبار – بلتزار – ملكيور.. وقدموا الهدايا  من البخور والذهب والمر ورحلوا

وهنا تبدأ المعضلة والمآسي!

75 سنة هل شاهد أحدكم الذهب؟ او إشتم رائحة البخور.. إثنين من ثلاثة هدايا من ملوك المجوس.. ولكن يبقى المّر الهدية الثالثة

وأمام المّر حدث ولا حرج.. فقد إنتشر على مساحة الدول العربية.. من لبنان الى سوريا الى فلسطين الى العراق الى البحرين الى اليمن الى الأردن واليوم الى بحر وأمواج الشرق الأوسط .. على شكل بوارج وغواصات

وخذ على المّر.. نستفيق على المّر.. نتغذى المّر.. نتعالج بالمّر.. نسمع تطمينات مرة.. ثم نمسح دقوننا بالمّر.. نهدي نسائنا المّر.. وما تبقى من أولادنا يدرسون في كتبهم المّر

إنه زمن المّر

لا بالبخور تمتعنا.. ولا بالذهب.. وكأنه كتب لنا بأننا أولاد المّر نعيش.. اولاد المّر نموت.. نتزوج بالمر .. نطرد من أرضنا كالمّر.. نرحل وبيدنا وبفمنا المّر..

فقد أدمنّا المّر وأصبح جزء من حياتنا اليومية.. والدول الصديقة لا تقدم لنا الا المّر.. فهم ملوك ورؤساء تماماً كملوك المجوس

يا رب متى يأتي دور البخور والذهب.. والله تعبنا من المّر