شارل حبيب مالك ولد عام 1906 في بطرام في منطقة الكورة في شمال لبنان.. هو سياسي ودبلوماسي ومفكر لبناني أرثوذكسي. كان العربي الوحيد الذي شارك في صياغة وإعداد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ديسمبر 1948 بصفته رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي التابع للأمم المتحدة

شغل منصب وزير الخارجية عام 1956-1958. كما شغل منصب وزير التربية في حكومة سامي الصلح في عهد الرئيس كميل شمعون. ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة بين 1958-1959. ساهم في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية في تأسيس الجبهة اللبنانية.  رحل في 28 ديسمبر 1987 بسبب مرض السرطان

شارل مالك تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت وإنتقل الى القاهرة في عام 1929 حيث وضع نظرية في الفلسفة، ثم أكمل دراسته في جامعة هارفارد ثم إنتقل الى المانيا. وفي عام 1937 حصل على الدكتوراه في الفلسفة. وبعد عودته الى لبنان أسس شارل مالك قسم الفلسفة في الجامعة الأميركية في

بيروت وبقي في هذا المنصب حتى عام 1945 عندما تمّ تعيينه سفير لبنان لدى الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة.

تولى شارل مالك ايضاً وزارة التربية في عام 1955 ووزير للشوؤن الخارجية من عام 1956-1958.

شارل مالك في الأمم المتحدة

مثل شارل مالك لبنان في مؤتمر سان فرنسيسكو الذي تمّ فيه تأسيس الأمم المتحدة. شغل منصب مقرر للجنة حقوق الإنسان في عام 1947 وعام 1948 عندما أصبح رئيساً للمجلس الإقتصادي والإجتماعي للأمم المتحدة. وفي العام نفسه كتب نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ضمن اللجنة التي كانت   برئاسة “اليانور روزفلت” حيث تولى فيما بعد رئاسة لجنة حقوق الإنسان. وظل سفير لبنان للولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة حتى عام 1955 وكان من المشاركين في المناقشات الصريحة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي عام 1958 عاد الى رئاسة الدورة الثالثة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

قام الكندي جون همفري بوضع مسودة للإعلان في 400 صفحة بناء على تكليف من اللجنة الثلاثية المؤلفة من روزفلت وتشانغ ومالك. ولما كان من غير العملي ان يصدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 400 صفحة. عندها قطعت اليانور روزفلت الجدل بقرار حاسم جرى بموجبه تكليف “رينييه كاسان” وضع مسودة مختصرة واضحة ودقيقة على ان يستنير برأي شارل مالك في كل فقرة من فقراتها

إعتمد “كاسان” على إعلان حقوق الإنسان والمواطن الصادر عن الثورة الفرنسية عام 1789 وشرعة  “الماغنا كارتا” الصادرة عن نبلاء بريطانيا العظمى سنة 1215 فكتب شارل مالك منفرداً الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تحمل أفكاره وتطلعاته

وهكذا طبعت الوثيقة بأفكار شارل مالك وظهرت بصماته الدامغة فضلاً عن تفرده بوضع المقدمة. وكان واضحاً اصراره على المادة 18 التي تنص على حرية التفكير والضمير والدين.. وعلى المادة 20 التي تنص على حرية الإشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية وعدم إكراه اي إنسان في الإنضمام الى جمعية ما. كما أشار الى المادة 26 التي تنص على حق الإنسان في التعليم

وفي عام 1958 ترأس شارل مالك الجمعية العمومية للأمم المتحدة

إنها صفحات مجد، فإذا كان جبران خليل جبران صدّر الفكر والأدب الى العالم.. فاللبناني شارل مالك رفع الإنسان الى إنسانية الإنسان فكان العربي الوحيد الذي ناضل من أجل حقوق الإنسان