اليوم سنفتح صفحات من التاريخ.. من قرية عين تريز  وفي البداية نتساءل لماذا أمّن وليد بك جنبلاط الحماية لسنديانة عين تريز على مدى أعوام؟

هذه السنديانة معروفة بإسم سنديانة ال السعد في عين تريز، وهذه الشجرة شهدت مفاصل تاريخية وحياة ال السعد. وتعتبر السنديانة من أكبر أشجار السنديان في لبنان والمنطقة، علماً ان أحدا لم يستطع تحديد عمرها  الا ان كثراً يعتبرون انها ناهزت الف عام . عايشت هذه السنديانة عهوداً وظلت شامخة شاهدة على تاريخ وتراث عريق، فمن الشيخ غندور إبن الشيخ سعد الخوري الذي إنتقل من رشميا الى عين تريز وبنى فيها قصراً قرب السنديانة ثم توفي العام 1790 الى ولده الشيخ حبيب (1830-1785) ثم الى الكونت غندور بك إبن الشيخ حبيب الذي ولد في عين تريز عام 1818 وتوفي العام 1908 الى نجله الثاني فؤاد بك (1925-1861) فشقيقه رئيس الجمهورية الأسبق حبيب باشا السعد(1866-1942)

سنديانة عين تريز ولبنان الكبير…

في الأول من شهر أيلول 1934 أحيا الرئيس حبيب باشا السعد في قصره في عين تريز وتحت السنديانة الشهيرة مهرجاناً لبنانياً كبيراً إحتفاء بالذكرى السنوية لإعلان “لبنان الكبير” وشاركت في المهرجان آنذاك حشود قدر عددها بعشرة آلاف من جميع الطوائف اللبنانية وبحضور المفوض السامي الفرنسي “الكونت داميان دي مارتيل” ورجال حاشيته وممثلي عن الهيئات والأحزاب من جميع الطوائف

تمنى الموت…فتحققت امنيته…

ويروى إنه عندما فاز أمين السعد في الإنتخابات النيابية العام 1943 تدفقت الوفود المهنئة بفوزه الى عين تريز ومن بينها وفد درزي كبير من بلدة “شارون” كان أحد أفراده قد تمنى أمام أصحابه ان يموت ويدفن تحت هذه السنديانة.  الا أن القدر شاء  في ذاك النهار أن يحقق أمنيته اذ لدى وصول الوفد الى ساحة القصر وعلى بعد أمتار من السنديانة شهر أحدهم مسدسه وأطلق الرصاص إبتهاجا فأصاب صاحب الأمنية برصاصة قاتلة حققت أحلامه وأمنيته

السنديانة بالطول وبالعرض..

يراوح طول أغصان سنديانة عين تريز ما بين 15 و 35 متراً وقد ثبتت أعمدة في الأرض كركائز لتقيها من الكسر بسبب طولها وثقلها. امّا جزعها فضخم وقطر دائرته عشرات الأمتار

تلقى السنديانة التاريخية العناية اللازمة والدقيقة فترش سنويا في فصل الربيع وتشحل أغصانها في الخريف وتخضع لمكافحة دورية للحشرات والديدان مع العلم ان أوراقها التي تتساقط على الأرض تبقي في مكانها

امّا تعليق الليبانون تايمز فهو كالتالي: أحيانا شجرة تصنع التاريخ وأحيانا نبتة.. وأحيانا صخرة.. وأحيانا كثيرة رجال يدمرون ويزورون التاريخ