من سنة لسنة نفرح في عيد رأس السنة.. نبتهج نشتري الملبوسات الجديدة والأسهم النارية ونقدم الهدايا الى بعضنا البعض.. ونسهر ونضع القبعات على رؤوسنا ونرقص حتى ساعات الفجر وندفع ثمن بطاقة السهرة 500 دولار وأكثر..

ونعلل أنفسنا بأن السنة الجديدة ستحمل الخير والبركات وتحقق لنا أحلامنا.. وإذ يقرع بابنا فيروس الكورونا 19Covid  ويحصد الأرواح.

وسنة عن سنة..

ثم تأتي سنة جديدة ومن جديد نعلل أنفسنا بالمن والسلوى وبالجوز واللوز.. واذ تصلنا حرب أوكرانيا وروسيا.. لا محروقات ولا قمح وإرتفاع بأسعار المواد الغذائية العالمية..

وسنة عن سنة..

ثم نقف مهللين لسنة جديدة نصفق لها نصنع المغلي ترحيباً بالسنة الجديدة.. ثم يأتينا إنفجار الأمونيوم في حرم المرفأ في بيروت والضحايا بالمئات والأضرار فاقت الملايين..

وسنة عن سنة..

ونفرح بالسنة الجديدة القادمة.. وفجأة تنقلب الأمور رأساً على عقب زلزال يضرب تركيا.. وزلزال آخر يضرب في سوريا ويصبحون أهالينا مدفونين تحت الركام.

وسنة عن سنة..

وفي لبنان نرقص نحتسي النبيذ والكحول.. نغني نفرح.. وفجأة نجد أنفسنا بلا حكومة.. بلا رئيس جمهورية وكل تحالف يتحالف مع مرشح ضد مرشح آخر لأسباب شخصية او سياسية او من أجل

مصلحة خاصة..

وسنة عن سنة..

ونفرح مجدداً ثم تعلن الحرب على غزة.. وتغتال الأطفال النساء والعجزة.. وتشتعل جبهة الجنوب اللبنانية ويبدأ الحرب على الأراضي اللبنانية ويدنا على قلبنا من توسيع دائرة الحرب..

سنة عن سنة..

وهكذا منذ عام 2020 وحتى اليوم نفرح لقدوم سنة جديدة.. ثم نبكي على أحداثها الدامية.. وكأنه كتب علينا أن نعيش بين الفرحة والدمعة.. فنحن أبناء الشرق لا نعرف السعادة.. فنحن نعيش اللحظة والصدفة.. نحن أبناء ابو خطّي.. كيفما دار الكف يسقط على رقابنا نحن ابناء ردة الفعل وليس الفعل… فإذا توترت في سوريا إخترب لبنان.. وإذا تعقدت الأمور في اليمن.. نال لبنان قسطه الوافر.. واذا تأزمت مجدداً في سوريا نال لبنان نصيبه.. واليوم غزة في حرب.. إذن لبنان في حرب.. هذا هو قدرنا..

 نفرح بقدوم سنة جديدة ثم نبكي على السنة التي رحلت..  كل سنة عن سنة تكبر مشاكلنا وقضايانا ونحن نصغر ونصغر أمامها..

 مشاكلنا بحاجة الى حلول ونحن أمام الحلول ندفن رؤوسنا كالنعامة في التراب.. كي لا نرى ولا نسمع.

وسنة عن سنة..

 صحيح نحن نكبر بالعمر من سنة لسنة.. ولكننا صغار.. صغار.. صغار.. أمام مشاكلنا.. حقيقة هناك رجل يساوي المليون ومليون رجل يساوي رجل..

وسنة عن سنة..