غنام في لبنان Carnero في البرازيل . عام 1997 توجهنا الى البرازيل .. لإصدار عدد خاص عن الجالية اللبنانية في البرازيل بعد ان علمنا ان عدد الجالية اللبنانية ناهز العشرة ملايين لبناني ومتحدر من اصل لبناني، وان هناك اكثر من مئة نائب لبناني في البرلمان البرازيلي .. واكثر من عشرين وزيرا وأكثر من ثلاثين حاكما ورئيس بلدية ومختار باختصار هبطنا من الطائرة والصورة مرسومة في اذهاننا بأن البرازيل سكانها لبنانيين يتخللها جالية برتغالية تدعى البرازيليين . المهم .. وعلى ارض البرازيل ابتدأنا العمل كاميرات تصور، آلات تسجل المقابلات الصوتية، وكاميرات تلفزيونية لعرض البرنامج على قناة تلفزيون لبنان بالتعاون مع الصديق والمخرج ابراهيم الخوري رحمه الله وخلال عملنا اتصل بنا القنصل العام اللبناني في ساو باولو شربل عون اليوم هو سفير في وزارة الخارجية اللبنانية قائلاً: غدا لديك موعد مع ارنستو كرنيرو
(Arnesto carnero ).
قلت : يا سعادة القنصل العام لا اعتقد بأن المذكور لبناني لأنه لا يوجد لدينا عائلة لبنانية في لبنان باسم Carnero.
ابتسم القنصل العام وقال : اسمع يا صديقي هجرة اللبنانيين الى البرازيل تعود الى ما قبل سفربرلك، تعود الى ما قبل عام 1897. فكانت الباخرة تلفظهم على مرفأ السانتوس )ٍSantos )وجميع اللبنانيين الذين كانوا يصلون بالشروال واللبادة هربا من جيوش الاحتلال وهربا من الجوع، كانوا يقفون امام موظف الامن العام الذي يسجل اسماء الواصلين الى البرازيل وكانت الاشارات بالأيادي هي لغتهم مع المسؤول عن تسجيل الاسماء . لذا ستجد اسماء عائلات غريبة عجيبة ولكنهم لبنانيين ومثال على ذلك :
وقف احد اللبنانيين عام 1900 امام المسؤول عن تسجيل الاسماء في البرازيل فسأله الموظف عن اسمه

بالبرتغالية Como Chama .فأجابه بالعربية : اسمي قاسم غنام من بعقلين.
ولكن الموظف لم يفهم كيف يكتب اسم هذا اللبناني وخاصة كلمة غنام .. فعاود الموظف ليسأله واللبناني يردد كلمة غنام.. واخيرا نظر اللبناني الى المسؤول عن دفتر التسجيل وصرخ : غنام يعني ما.. ء ..ما ..ء ما..ء مقلدا صوت الخروف .
فصرخ الموظف فرحا قائلا : CARNERO وسجله بدفتر القيود باسم : كرنيرو Key Carnero وهكذا اصبحت تلك العائلة من كبار العائلات واغناها في البرازيل وهم لبنانيون .
اما جميل زيتون عندما وصل الى البرازيل تاركا بلدته القبيات اللبنانية فقد اصبح اسمه جيم اوليفيه JIM OLIVE لأنه اشار الى حبة الزيتون اثناء قيده في سجلات الواصلين الى البرازيل .
اما اسم Ferrera فانك تجده في كل مكان حتى ان بعض الشوارع تحمل هذا الاسم ويعود هذا الاسم الى لبناني من قرى جزين ومن عائلة حداد فاصبح اسم عائلته Ferrera .
هذه بعض الذكريات عن رحلات ابناء بطوطة التي كنا نقوم بها، كاتب هذه السطور مع مديرة التحرير جوليا نادر وفريق من المصورين في بلاد الاغتراب .. امور طريفة مرت بنا لم تزل عالقة في اذهاننا نبتسم لها كلما مر شريط الذكريات امام عيوننا .. ولنا عودة مع مواقف اغترابية طريفة جرت اثناء وجودنا في واستراليا وكندا وإفريقيا وجزر الكاريبي وبعض الدول الاوروبية .